google_counter
الانصمام الكيميائي وطرق أخرى لعلاج السرطان في المراحل المتقدمة – البروفيسور الدكتور في الطب توماس فوجل

الانصمام الكيميائي وطرق أخرى لعلاج السرطان في المراحل المتقدمة – البروفيسور الدكتور في الطب توماس فوجل

لا تعرف من أين تبدأ؟ اترك لنا طلباً، وسيقوم فريق Booking Health بترتيب رحلتك لتلقي العلاج في ألمانيا، حيث يمكنك تحسين جودة الحياة والصحة

اتصل بـ Booking Health


البروفيسور الدكتور في الطب توماس فوجل هو أخصائي أشعة متميز كرس أكثر من 40 عاماً للتشخيص بالأشعة السينية، والأشعة التداخلية، والأشعة العصبية، والطب النووي. في بداية حياته المهنية، كان البروفيسور فوجل يُمارس بشكل رئيسي الفحوصات التشخيصية، ولكن الآن قام فريقه الطبي بتطوير وإدخال في الممارسة السريرية العديد من إجراءات العلاج المستخدمة، بما في ذلك للسرطان.

يقوم البروفيسور فوجل بمعاينة المرضى في مستشفى جامعة غوته فرانكفورت أم ماين. لأكثر من 20 عاماً، يرأس قسم الأشعة التشخيصية والتداخلية للبالغين والأطفال. في المقابلة، يُخبرنا البروفيسور عن علاج المراحل المتقدمة من السرطان باستخدام الانصمام الكيميائي، وهو إجراء طفيف التوغل يمكنه بنجاح مكافحة الأورام الأولية والنقائل المتعددة في الكبد، والرئتين، وأعضاء أخرى.

البروفيسور الدكتور في الطب توماس فوجل

مرحباً! اليوم نحن في مستشفى جامعة فرانكفورت ولدينا مقابلة خاصة مع البروفيسور الشهير الدكتور فوجل حول موضوع الانصمام الكيميائي "Chemoembolization".

بروفيسور فوجل، شكراً جزيلاً لكم على الموافقة على إجراء المقابلة! نحن سعداء جداً بلقائك! هل يمكنك أن تخبرنا عن نفسك من فضلك؟

اسمي توماس فوجل. أنا بروفيسور ورئيس قسم الأشعة. أعمل في مستشفى جامعة غوته فرانكفورت أم ماين منذ 23 عاماً. قبل ذلك، عملت في مستشفى جامعة شاريتيه في برلين. وحصلت على تدريبي السريري في ميونخ. أنا متخصص في التصوير التشخيصي. قمنا أيضاً بتطوير العديد من الإجراءات التي تُستخدم لعلاج المرضى الذين يعانون من أمراض معينة.

بروفيسور فوجل، كم عدد إجراءات الانصمام الكيميائي التي تقوم بها للمرضى كل عام؟ كم عدد المرضى الذين يأتون اليك من الخارج؟

هذا سؤال صعب نوعاً ما. سأقول: نقوم كل يوم بحوالي 8-10 إجراءات علاج كيميائي إقليمي "موضعي". بناءً على هذه الأرقام، يمكنك استخلاص استنتاجاتك الخاصة حول عدد الإجراءات في السنة. يتم إجراء الانصمام الكيميائي للأورام في الكبد، والرئتين، وأعضاء الحوض، وكذلك الأورام في الأنسجة الرخوة والأطراف. أما بالنسبة للمرضى الأجانب، فمن الصعب بالنسبة لي إعطاء أرقام محددة. بالتأكيد، قبل جائحة فيروس كورونا، كان يأتي المزيد من الناس من الخارج.

حالياً، نصل تدريجياً إلى عدد المرضى الأجانب الذي كان لدينا قبل الجائحة. ومع ذلك، لا يزال هناك اختلاف. يمكنني القول أن 10-20٪ من المرضى يأتون إلينا من الخارج.

هل يمكن أن تخبرنا المزيد عن آلية عمل الانصمام الكيميائي؟

مصطلح "الانصمام الكيميائي" chemoembolization هو حقن دواء العلاج الكيميائي داخل جسم الإنسان، أو داخل العضو، أو داخل الورم ومصطلح "انصمام" embolization يعني انسداد الأوعية الدموية. الإجراء معقد للغاية. فهو يجمع بين التأثير الموجة على الورم وأدوية العلاج الكيميائي، يلي ذلك حقن الصمات emboli التي تمنع إمداد الدم إلى الورم.

نسعى لتحقيق ثلاثة أهداف. أولاً، على عكس العلاج الكيميائي الكلاسيكي، نريد ضمان الحقن الأكثر استهدافاً لأدوية العلاج الكيميائي. للقيام بذلك، قبل الإجراء، يخضع المريض لفحص شامل، والذي يشمل التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، وتصوير الأوعية. تسمح هذه الفحوصات أيضاً بتحديد الأوعية الدموية التي تغذي الورم. أي أننا نعرف بالضبط كيفية توصيل أدوية العلاج الكيميائي إلى البؤرة الخبيثة. بعد حقن أدوية العلاج الكيميائي، يتم إغلاق تجويف الوعاء الدموي بكُرات مصغرة (الصمات) emboli. هذه توفر الانصمام، بسبب تأثير أدوية العلاج الكيميائي على الورم لأطول فترة ممكنة وتذوب بمرور الوقت. هدفنا هو مساعدة المرضى المصابين بالسرطان. على سبيل المثال، عندما يكون لدى المريض العديد من النقائل في الكبد، أو الرئتين، أو الحوض، أو أعضاء أخرى، فإننا نحاول تقليل عبء الورم على جسم الإنسان.

بروفيسور فوجل، ما سبب الكفاءة العالية للإجراء؟

من المهم أن نفهم أنه لا يوجد إجراء واحد يمكن أن يكون فعالاً بنسبة 100٪. لدينا خبرة واسعة في علاج الأورام المختلفة، وأنا أخصائي أشعة وأورام مؤهل، وهي سمة مميزة لمركزنا. وبالطبع لدي معرفة عميقة في مجال العلاج الكيميائي. كما يسعدنا أيضاً التعاون مع أطباء الأورام، والأطباء المتخصصين، والعديد من زملائنا الآخرين.

لا يتم إجراء أي علاج إقليمي دون إشراك متخصصين من المجالات الطبية ذات الصلة. نحاول دائماً الحفاظ على تواصل مع المستشفى الذي تلقى فيه المريض الرعاية الأولية، بغض النظر عن البلد الذي أتى منه، حيث نسعى جاهدين لجمع كل العناصر معاً. أنا مقتنع بأن هذه نقطة مهمة للغاية. المريض الذي تم تشخيصه بمرض أورام يحتاج إلى شخص يُشرف على عملية العلاج، ما يسمى بـ "المشرف الطبي". وبالطبع يحتاج المريض إلى متخصصين جيدين ومؤهلين وذوي خبرة واسعة.

ما هي الاختلافات الرئيسية بين الانصمام الكيميائي والعلاج الكيميائي الجهازي؟

من الضروري فهم أي ورم هو الورم الأساسي. هناك أورام لا يتغير توطينها طوال فترة "حياة" الورم، إذا جاز التعبير. على سبيل المثال، يكون الورم متوطناً في الكبد ولا ينتشر إلى أعضاء أخرى. في هذه الحالة، يُعتبر العلاج الكيميائي الموضعي مثالياً للعلاج لأن الورم يكون موضعياً فقط في الكبد، لذلك يكون هذا العضو هو الهدف الرئيسي.

لسوء الحظ، هناك سرطانات أكثر تعقيداً، على سبيل المثال، سرطان القولون مع النقائل، أو سرطان الثدي. سرطان الثدي يعتبر دائماً مرضاً جهازياً. هذا يعني أن مرضى سرطان الثدي أو سرطان البروستاتا لديهم دائماً خلايا خبيثة في أعضاء أخرى. في مثل هذه الحالات، يحتاج المريض للخضوع لدورة علاجية تؤثر على الجسم كله. قد يكون هذا علاج كيميائي أو علاج مناعي، والذي يُعد الآن طريقة علاج متقدمة. حتى بعد مثل هذا العلاج، قد تبقى بؤر خبيثة كبيرة في الكبد، والرئتين، وأعضاء أخرى. في مثل هذه الحالة، يمكننا بالتأكيد مساعدة المريض على تدمير الأورام في هذه الأعضاء.

هذه عملية معقدة تعتمد إلى حدٍ كبير على العلاج الذي تم إجراؤه.

يجب أن أقول إن الانصمام الكيميائي والعلاج الكيميائي الجهازي يكملان بعضهما البعض بشكل جيد. بالنسبة للعديد من مرضانا، نصف أيضاً أدوية علاج كيميائي إضافية عن طريق الفم. يتم تحملها بشكل جيد بجرعات منخفضة.

نحن نستخدم هذا النهج لأننا نؤمن دائماً أنه يمكننا تحقيق نتيجة جيدة من خلال العلاج الإقليمي، ولكن هناك خطر من ظهور بؤر أورام جديدة بمرور الوقت. مثل هذه الحالات تصبح خيبة أمل كبيرة بالنسبة لنا.

بروفيسور فوجل، ما مدى اختلاف فعالية الانصمام الكيميائي عن العلاج الكيميائي الجهازي؟

تتمثل ميزة العلاج الكيميائي الجهازي في تأثيره على جميع أعضاء جسم الإنسان تقريباً. ومع ذلك، هناك عضو محمي بواسطة حاجز خاص به، وهو الدماغ. معظم أدوية العلاج الكيميائي لا تخترق الدماغ، لذلك هناك حاجة إلى طرق أخرى لقتل الخلايا السرطانية في هذا العضو. وبالتالي، فإن ميزة العلاج الكيميائي الجهازي هي أنه بمساعدته يمكن للطبيب تدمير الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم. تتمثل ميزة العلاج الكيميائي الإقليمي أو الانصمام الكيميائي في أنه يسمح بتدمير النقائل التي تتطور لدى العديد من المرضى في الكبد، والرئتين، والعظام، والأنسجة الرخوة. في مثل هذه الحالات، لا يكون العلاج الكيميائي الجهازي فعالاً بشكل خاص لأن أدوية العلاج الكيميائي موزعة في جميع أنحاء الجسم. عند تقييم نتائج العلاج الكيميائي الجهازي، إذا توصل الطبيب المعالج إلى استنتاج مفاده أن بؤرة الورم لا تتناقص أو أن المريض لديه نقائل جديدة، على سبيل المثال، في الكبد، فعندئذٍ سيتم مناقشة الإجراءات العلاجية الموضعية. هذه هي ميزة الانصمام الكيميائي.

النقائل في أي الأعضاء يمكن قمعها بواسطة الانصمام الكيميائي؟

أولاً وقبل كل شيء، هذه هي نقائل الكبد، والتي تُشكل تهديداً خطيراً على حياة المريض. هذه النقائل الكبدية هي السبب الرئيسي للوفاة. انتشار النقائل من سرطان الثدي، أو سرطان القولون، أو سرطان البنكرياس، أو سرطان الرحم إلى الكبد هو أحد أسباب الوفاة. وهذا يفسر تخصصنا: ما يصل إلى 70٪ من الحالات السريرية في عملنا تتضمن الانصمام الكيميائي بسبب عمليات الأورام في الكبد.

ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً في ممارستنا العملية هو سرطان الرئة. كقاعدة عامة، لا تُسبب أورام الرئة أي ألم، ولكن وجود نقائل رئوية متعددة يزيد من سوء توقعات سير المرض لدى المريض. ومع ذلك، لدينا إجراءات فعالة لهؤلاء المرضى. يتم علاج النقائل العظمية بالعلاج الكيميائي جنباً إلى جنب مع العلاج الإشعاعي أو الجراحة. هذا النهج مختلف نوعاً ما ولكنه لا يزال يسمح بتحقيق نتائج جيدة، على سبيل المثال، في علاج النقائل في عظام الحوض.

بروفيسور فوجل، كيف يعمل الانصمام الكيميائي، على سبيل المثال، لنقائل الكبد؟

يبدأ العلاج على هذا النحو: يأتي إلينا مريض يريد الخضوع للانصمام الكيميائي، أو يخبرنا طبيب الأورام الخاص بالمريض أن نقائل الكبد تستمر في نموها بعد دورة من العلاج الكيميائي الجهازي. ما الذي نفعله؟ أولاً وقبل كل شيء، نقوم بإجراء تصوير ثلاثي الأبعاد وتقييم تشريح نظام الأوعية الدموية للمريض لمعرفة ما إذا كان الانصمام الكيميائي ممكناً من الناحية الفنية.

هذا هو الجزء الرئيسي من الماسح الضوئي الذي يسمح بأداء حركات دورانية على مستويات مختلفة. يتخذ المريض وضعية الاستلقاء على طاولة الجهاز، وبعد ذلك يتم إجراء مسح ثلاثي الأبعاد للجسم (شاهد الفيديو).

إذا كان من الممكن إجراء الانصمام الكيميائي من الناحية الفنية، فإننا نُحرك قسطرة دقيقة خاصة عبر الأوعية الدموية إلى الكبد، أي إلى موقع النقائل، وبعد ذلك نقوم مرة أخرى بإجراء مسح ثلاثي الأبعاد لتحديد منطقة حقن أدوية العلاج الكيميائي بدقة. الخطوة التالية هي حقن أدوية العلاج الكيميائي المُجهزة مسبقاً، وبعد ذلك يتم وضع الصمات في تجويف الأوعية الدموية، مما يمنع وصول الدم إلى الورم، وبالتالي يمنع نموه.

بعد التدخل، حسب حالة المريض، إما أن يبقى المريض في قسمنا أو يواصل العلاج في مستشفى نهاري يقع في الطابق العلوي. التدخل بسيط نسبياً، لذلك إما أن يبقى المريض هنا لمدة ساعة تقريباً أو يتم نقله إلى المستشفى النهاري لتلقي العلاج. من الجيد أن يكون كل شيء في المستشفى على مقربة، ولدينا دائماً الفرصة لمراقبة حالة المرضى.

الغرض من الإجراء هو تحقيق تركيز عالٍ من أدوية العلاج الكيميائي في بؤرة الورم. لقد قررنا، على سبيل المثال، عند استخدام سيسبلاتين أثناء الانصمام الكيميائي، أن نحقق جرعة من الدواء تصل إلى 15 مرة أعلى من العلاج الكيميائي الجهازي. يمكننا القول أن العلاج الكيميائي الموضعي هو تدمير الورم "بالسم". أُخبر المرضى دائماً أن هذا علاج سام للغاية.

من المستحيل أن تعرف مسبقاً أي جرعة ستكون مثالية. لذلك نحن ببساطة نوصل أعلى جرعة ممكنة من دواء العلاج الكيميائي إلى المنطقة المستهدفة من أجل تدمير أكبر عدد ممكن من خلايا الورم.

كيف يتم التخطيط للعلاج عادةً لمرضى سرطان الكبد؟

عند الحديث عن سرطان الكبد، يجب التمييز بين أورام الكبد الثانوية (النقيلية) بسبب أنواع أخرى من السرطان وأورام الكبد الأولية. هناك نوعان رئيسيان من سرطان الكبد: أحدهما يحدث بسبب مرض الكبد الدهني ومرض الكبد الكحولي، والآخر بسبب ورم القناة الصفراوية على خلفية الالتهاب المزمن. بعد أن نحدد نوع السرطان الذي يعاني منه المريض، نجتمع مع الزملاء ونناقش تكتيكات العلاج القادمة.

يتم عقد مجالس خاصة لأورام الكبد في قسمنا. في مجالس الأورام هذه، نناقش الحالة السريرية للمريض مع الجراح. أسأل الجراح عما إذا كان يمكنه الحصول على أفضل النتائج بالجراحة. في حالات نادرة، يمكن أيضاً إجراء عملية زرع كبد، وهي عملية جراحية كبيرة ومعقدة، ولكنها في نفس الوقت توفر فرصة حقيقية لشفاء أنواع معينة من السرطان. أناقش مع أطباء الأورام إمكانية العلاج الكيميائي الجهازي أو العلاج المناعي. عندها فقط يمكن النظر في العلاج الكيميائي الإقليمي.

بروفيسور فوجل، هل يمكن اعتبار الانصمام الكيميائي علاجاً لسرطان الرئة؟

نهج علاج سرطان الرئة بواسطة الانصمام الكيميائي هو نفسه كما بالنسبة لسرطان الكبد. إذا لم ينجح العلاج الكيميائي الكلاسيكي ولم يُعطي العلاج المناعي النتيجة المرجوة، فيمكننا القيام بإعطاء إقليمي لأدوية العلاج الكيميائي. لقد طورنا طريقة العلاج هذه وأجرينا أبحاثنا الخاصة حول فعاليتها، ونتائجها التي نستخدمها. تُظهر نتائج الأبحاث أن الانصمام الكيميائي يمكن أن يوقف نمو الورم ويحقق انكماشاً معيناً للورم.

من المهم للغاية أن نفهم أن العلاج الكيميائي الإقليمي لا يمكن أن يشفي من سرطان الرئة تماماً، رغم أن هذا معروف بالفعل للجميع. هناك مرضى سيعيشون لمدة عشر سنوات بعد مثل هذا العلاج. في مثل هذه الحالات، يمكننا الحديث عن شفاء للسرطان. أود أن أقول إنها معجزة، لكن المعجزات تحدث بالطبع.

ما هي النتائج التي يمكن أن يتوقعها مرضى المرحلة الرابعة من السرطان وتورط أعضاء متعددة؟

هنا، كل شيء مرة أخرى يعتمد على نوع السرطان الذي تم تشخيص المريض به. على سبيل المثال، النساء المصابات حتى بالمرحلة الرابعة من سرطان الثدي يكونون بصحة جيدة نسبياً لفترة طويلة من الزمن. في حالة المرحلة الرابعة من سرطان القولون، تكون الأمور أسوأ بكثير. بالنسبة لمرضى سرطان البنكرياس، لا توجد عملياً فرصة للتعافي، ولكن لا يزال الأمر يستحق محاولة الخضوع للعلاج. هناك مرضى يكافحون. يتلقون العديد من العلاجات المصاحبة والعلاجات المناعية. يلجأ الكثير منهم أيضاً إلى طرق الطب التكميلي. أنا شخصياً، لا أؤيد هذا الأخير بشكل خاص، لكنني أعتقد أنه لا حرج في ذلك. وبالطبع فإن الإنسان يُطيل عُمره لأن لديه إيمان ويأمل بالتعافي، على عكس أولئك الذين يستسلمون. ذات مرة عملت تحت إشراف كبير الأطباء، طبيب أورام وأخصائي أشعة مشهور جداً. كان يقول دائماً: "عليك أن تنظر في عيون المريض" بالطبع، إذا لم أتمكن من رؤية أي بريق في عيني المريض وليس لديه دافع، عندئذٍ، في رأيي، من الأفضل عدم تولي علاجه على الإطلاق. هنا يلعب الدافع دوراً مهماً. بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي أن يكون الدافع هو دافع الأبناء الذين يريدون أن يعيش والدهم بضعة أشهر أخرى، بل البريق في عيون المريض ورغبته في القتال. يجدر أيضاً التفكير في الآثار الجانبية وحقيقة أن العلاج قد يكون غير ناجح أو يُسبب مضاعفات. قد يموت المريض، حيث يوجد خطر الموت أثناء العملية، على الرغم من ندرة حدوث ذلك. أنا أؤمن بأن التواصل مع المريض مهم جداً. وسأقول هذا أيضاً: إجراء محادثة مع المريض شيء، لكن عندما يأتي إلى مكتبي وأُلقي نظرة في عينيه، أفهم ما إذا كانت لديه فرصة للشفاء أم لا.

بروفيسور فوجل، هل هناك أي موانع لـ الانصمام الكيميائي؟

نعم، هناك موانع. علاوة على ذلك، فإن موانع الاستعمال خطيرة للغاية. إذا تحدثنا عن سرطان الكبد، فأولاً، من الجدير أن نأخذ في الاعتبار أن المرضى قد يعانون من اليرقان. مع ارتفاع إنزيمات الكبد، بغض النظر عن مدى ارتفاع تركيز إنزيم أو آخر، يحتاج المريض إلى علاج مناسب. مرضى سرطان الرئة لديهم مشاكل أخرى، من بينها صعوبة التنفس وضيق التنفس. على سبيل المثال، يصعب إجراء الانصمام الكيميائي للنساء المصابات بسرطان الثدي الذي انتشر إلى الرئتين. ومع ذلك، لا بد من بذل كل جهد لمساعدة المريض.

هل هناك أي فحوصات مراقبة قبل التدخل؟

نعم، يوجد. نقوم بإجرائها دائماً بحيث أنه لا يمكن لأي مريض الاستلقاء على طاولة ماسح التصوير المقطعي المحوسب لتلقي العلاج قبل إجراء دراسات التصوير. هذا لأننا نريد استبعاد أي موانع لـ الانصمام الكيميائي وتقييم حجم الورم. يسمح لنا الفحص قبل الإجراء بمعرفة ما إذا كان لدى المريض عمليات التهابية، أو موانع للعلاج الكيميائي الإقليمي، أو تجلط الدم. ربما يكون سر ممارستنا السريرية الناجحة هو أنه لا يمكن لأي مريض الاستلقاء على طاولة ماسح التصوير المقطعي المحوسب من أجل العلاج حتى اكتمال دراسات التصوير.

قبل التدخل، أقوم بتحليل فحوصات المريض، وبالتالي بعد الانصمام الكيميائي يمكنني تقييم ما إذا كان حجم الورم قد زاد أو نقص، وكيف يبدو الورم، وما إذا كان المريض مصاباً بالاستسقاء، وما إلى ذلك. ربما هذه هي ميزة العلاج الكيميائي الإقليمي على العلاج الكيميائي الكلاسيكي. يتم إجراء اختبارات التصوير بانتظام: في البداية كل أسبوعين ثم كل ثلاثة أشهر.

فقط بعد أربعة أسابيع من الانصمام الكيميائي، يمكنني معرفة ما إذا كان الإجراء فعالاً. إذا لم يُعطي الإجراء النتيجة المرجوة، فلدي خياران آخران: إيقاف دورة العلاج أو تغيير دواء العلاج الكيميائي. مع توافر أحدث أجهزة المسح في متناول اليد، يمكنني التصرف بشكل أسرع. يتم تبسيط عملية العلاج من خلال حقيقة أنني أخصائي أشعة ولدي كل الموارد اللازمة.

هل يمكن الجمع بين الانصمام الكيميائي والعلاجات الأخرى؟

من المهم ألا يتم استخدام العلاج الكيميائي، أو الاجتثاث بالميكروويف، أو العلاج بالليزر بشكل مستقل ولكن كجزء من نظام شامل لعلاج السرطان. اليوم، يعتمد طب الأورام على أربع ركائز، أولها الجراحة، إن أمكن. يتبع ذلك العلاج الكيميائي والعلاج المناعي، وكذلك العلاج الإشعاعي أو طرق علاج الأورام التداخلية.

يجب استخدام هذه المجالات الأربعة من العلاج معاً. هذا هو المبدأ الذي نستخدمه في مجالس الأورام الخاصة بنا عند مناقشة حالة سريرية. على سبيل المثال، يرفع الجراح يده ويقول إن بإمكانه استئصال الورم اليوم، وأنا أقترح الاجتثاث بالميكروويف، ويقول طبيب الأورام إنه يستطيع إجراء العلاج الكيميائي، ويعرض المعالج بالإشعاع العلاج الإشعاعي. الاختيار النهائي يعود للمريض.

ما الذي نقدمه في قسمنا؟ على سبيل المثال، عندما يطلب مريض مساعدة ولا يعرف العلاج الذي يريد أن يتلقاه، فسوف يتلقى عروضاً في جميع مجالات علاج السرطان الأربعة. وميزة ألمانيا في أن المريض يمكنه أن يقرر بنفسه نوع العلاج الذي سيخضع له. في بلدان أخرى، مثل المملكة المتحدة، الأمور مختلفة. خلال مجلس الأورام، يحدد الأطباء نوع العلاج الذي سيتم تقديمه وينفذونه، أو لا يوجد مجلس أورام على الإطلاق.

أثناء العلاج في ألمانيا، يمكن للمريض التواصل مع الأطباء المشاركين في مجلس الأورام. على سبيل المثال، قد يذهب المريض إلى الجراح، وينظر في عينيه، ويسأل عما إذا كان بإمكانه إجراء العملية حقاً، أو قد يأتي إليّ، وينظر في عيني، ويسألني عما إذا كان بإمكاني فعلاً إجراء الانصمام الكيميائي.

لدينا حياة واحدة فقط، لذا فإن اتخاذ قرار بشأن العلاج مهمة صعبة للغاية. ومع ذلك، أنا مقتنع بأن القدرة على اتخاذ القرار بنفسك هي ميزة كبيرة للمريض. ومن الرائع أن تكون هناك دائماً فرصة للاختيار في مركزنا. على سبيل المثال، إذا أجرى الجراح عملية لاستئصال الورم ولكنه لم يستطيع إزالة كتلة الورم بأكملها، فيمكنني مساعدة المريض بالانصمام الكيميائي. إذا لم أتمكن من تحقيق النتيجة المرجوة، فهناك دائماً إمكانية إجراء جراحة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، تتمثل ميزة مستشفى جامعة فرانكفورت أم ماين في أن جميع المجالات الطبية مُمثلة هنا. على سبيل المثال، عاني المريض فجأة من رد فعل تحسسي حاد. في عيادة صغيرة، سيكون في خطر، أما مستشفانا فتمتلك خبراء متخصصون في جميع مجالات الطب. لدينا القدرة على القيام بأي أنشطة ضرورية من شأنها أن تنقذ حياة المريض، بينما في عيادة صغيرة تكون الموارد محدودة وسيكون من الصعب جداً مساعدته.

بروفيسور فوجل، ما هي النصيحة التي تقدمها للمرضى الذين يحاربون السرطان لفترة طويلة ويشعرون بالفعل بخيبة أمل في العلاج؟

يمكن القول بشكل قاطع أن أخصائي الأورام النفسيين يمكنهم مساعدة مثل هؤلاء المرضى. الاستشارات النفسية للأورام دائماً ما يكون لها تأثير إيجابي على المرضى. وبالطبع، فإن الأمر يستحق البحث عن طبيب يمكنه إلهام الأمل لأنه بدون أمل في الشفاء، لن ينجح شيء. على سبيل المثال، في بلدان مثل هولندا، أو بلجيكا، أو الدنمارك، هناك أقسام يمكنك الذهاب إليها، ووفقاً لإحصاءاتهم، إذا كان المريض مصاباً بسرطان المرحلة T3-N1 اعتباراً من ديسمبر، فإن احتمالية بقاءه على قيد الحياة خلال عام هي 50٪. هذه المعلومات في الواقع غير مُجدية لأنك لا تعرف ما إذا كنت من بين الـ 50٪ من المرضى الذين يمكنهم العيش لمدة عام آخر أو أكثر. ما يمكنني قوله على وجه اليقين هو أنني وفريقي نشارك في الأنشطة البحثية، وقد أجرينا حتى الآن حوالي 9.000 إلى 10.000 إجراء انصمام كيميائي و 4.000 إجراء ليزر واجتثاث بالميكروويف.

في رأيي، من المستحيل تنبؤ المدة التي سيعيشها المريض. ودائماً أقول إن كل مريض يأتي إلينا هو جزء من "دراسة علمية" لأنه يُعَالج في المستشفى الجامعي. لذلك لدينا مصلحة مزدوجة: أولاً، كطبيب، أريد بالطبع إطالة عمر المريض إلى أقصى حد، ولكن من ناحية أخرى، من المهم أيضاً بالنسبة لي تحقيق نتائج جيدة من وجهة نظر علمية. كلما طالت حياة المريض، كان ذلك أفضل. في الوقت نفسه، تتيح لنا الأنشطة البحثية الاقتراب أكثر من هذا الهدف.

اليوم استقبلت أيضاً مرضى جُدد. أخبرتهم أنني مستعد لتولي علاجهم. لدينا مصالح مشتركة معهم لأنهم يريدون أن يعيشوا أطول فترة ممكنة، وفي نفس الوقت، يتمتعون بنوعية حياة لائقة، وأنا أريد الحصول على إحصائيات جيدة حول مؤشرات العلاج.

بروفيسور فوجل، شكراً جزيلاً لكم على هذه المقابلة المفيدة والغنية بالمعلومات!

اتصل بـ Booking Health

اقرأ:

علاجات جديدة فعالة للمرحلة الرابعة من السرطان (الأورام)

علاج المرحلة الرابعة من سرطان الكبد في ألمانيا

علاج المرحلة الرابعة من سرطان المعدة في ألمانيا

علاج المرحلة الرابعة من سرطان الرئة في ألمانيا

أفضل 5 مستشفيات لعلاج الأورام في ألمانيا