العلاج بالنويدات المشعة لسرطان البروستاتا في ألمانيا – مقابلة مع البروفيسور الدكتور في الطب ستيفان دريزل
لا تعرف من أين تبدأ؟ اترك لنا طلباً، وسيقوم فريق Booking Health بترتيب رحلتك لتلقي العلاج في ألمانيا، حيث يمكنك تحسين جودة الحياة والصحة
البروفيسور الدكتور في الطب ستيفان دريزل هو أخصائي متميز في مجال الطب النووي وأحد رواد العلاج باللوتيتيوم Lutetium-177 PSMA للرجال المصابين بسرطان البروستاتا. شارك البروفيسور شخصياً في إطلاق معمل إنتاج اللوتيتيوم Lutetium-177 واكتسب خبرة عملية واسعة النطاق.
بدأ البروفيسور ستيفان دريزل مسيرته المهنية في عام 1992 كزميل باحث في قسم الأشعة في مستشفى جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ. أعقب ذلك العمل في العديد من أقسام الطب النووي في المستشفيات الجامعية ومعاهد الأشعة التشخيصية، والتدريب لمدة عامين في الولايات المتحدة الأمريكية. يمكنك العثور على السيرة الذاتية الكاملة للبروفيسور هنا.
الآن يقوم البروفيسور دريزل بمعاينة المرضى في مستشفى هيليوس برلين-بوخ. لقد كان رئيساً لـ قسم الطب النووي مع مختبره الخاص لإنتاج النويدات المشعة العلاجية لمدة 20 عاماً تقريباً. في المقابلة، يُحدثنا البروفيسور عن علاج المراحل المتقدمة من سرطان البروستاتا باستخدام طُرق النويدات المشعة والإمكانيات الفريدة للطب الألماني في هذا المجال.
مرحباً بروفيسور دريزل! شكراً جزيلاً لكم على تخصيص وقت للقاءنا، وإجراء مقابلة معنا، وإخبارنا عن عملك. هل يمكنك تقديم نفسك من فضلك؟
اسمي ستيفان دريزل. أنا كبير الأطباء في قسم الطب النووي. أعمل هنا منذ ما يقرب من 20 عاماً. خلال هذا الوقت، تمكنا من إنشاء قسم ممتاز. ربما ذكرت ذلك سابقاً، ولكني سأكرر أننا افتتحنا عيادة داخلية جديدة للعلاج بالنويدات المشعة في عام 2009، منذ 15 عاماً. يوجد أجنحة فردية ومزدوجة، وقد قمنا بتهيئة جميع الظروف اللازمة لتحقيق أقصى قدر من الراحة للمريض.
هل يمكن أن تخبرني من فضلك كم عدد المرضى من الخارج الذين يأتون إليك لتلقي العلاج؟
يعتمد عدد المرضى الأجانب على أساليب العلاج المبتكرة التي نقدمها. اليوم سنتحدث عن علاج مرضى سرطان البروستاتا. العديد من المرضى الذين يعانون من هذا التشخيص يأتون إلينا من الخارج. ووفقاً لحساباتنا فإن نسبة هؤلاء المرضى تبلغ حوالي 30٪، وخلال العام ونصف الماضيين، زاد عددهم.
من أي الدول يأتي المرضى إليك؟
نحن نعالج مرضى من بلدان مختلفة. يأتي العديد من المرضى من دول شرق ألمانيا، مثل روسيا وبولندا. ومع ذلك، فقد جاء إلينا أيضاً العديد من المرضى من الولايات المتحدة الأمريكية حتى وقت قريب. معظم المرضى الأجانب يختارون لعلاجهم البلد الذي تمت الموافقة فيه سابقاً على استخدام المستحضرات الدوائية الإشعاعية. عندما يكون المرضى على دراية جيدة بتوفر العلاج والأدوية في بلد معين، فإنهم يكونون على استعداد تام للسفر للعلاج في الخارج، لتلقي العلاج في أقرب وقت ممكن، بدلاً من انتظار توفره في بلدهم الأصلي.
في رأيك، لماذا يأتي المرضى إلى ألمانيا لتلقي لعلاج، وما هي مميزات الرعاية الطبية في ألمانيا مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى؟
الجميع يعلم أن نظام الرعاية الصحية في ألمانيا متطور للغاية، وجميع العمليات في هذا المجال منظمة بشكل جيد. بالإضافة إلى ذلك، فإن قطاع الرعاية الصحية في ألمانيا مُمول تمويلاً جيداً. هذه النقاط الثلاث لها أهمية حاسمة. المستشفيات في بلدنا تمتلك أحدث المعدات، وبنية تحتية مريحة، وموظفين مؤهلين تأهيلاً عالياً. محادثتنا اليوم ستكون مخصصة لطب الأورام. هذا المجال من الطب يتطور باستمرار، لذا هناك شيء آخر مهم يلعب دوراً مهماً أيضاً، وهو توفر في البلاد أحدث التطورات العلمية وطرق التشخيص والعلاج المبتكرة، فضلاً عن القدرة على تزويد المرضى بكل هذا. معظم المستشفيات في البلاد، وخاصة مستشفانا، تمتلك جميع الموارد المذكورة أعلاه تحت تصرفها.
في رأيك، هل هناك أي اختلافات في علاج المرضى بين ألمانيا والدول الأخرى؟
عند الحديث عن الطب النووي، فإن نجاح العلاج يعتمد إلى حدٍ كبير على الأجهزة والمعدات. في السنوات الأخيرة، تم تطوير أجهزة مُدمجة جديدة، مثل PET/CT و SPECT/CT، والتي تتيح التصوير بأقصى قدر من الدقة. وبالطبع، يحتاج المرضى إلى الوصول إلى هذه الابتكارات. ومع ذلك، فإن جهاز التصوير هو فقط واحد من مكونين رئيسيين في ترسانة أخصائي الطب النووي، والمستحضرات الدوائية المشعة هي المكون الأساسي الثاني. توجد حالياً مستحضرات دوائية إشعاعية قياسية متاحة في جميع أنحاء العالم، ولكن هناك أيضاً تطورات جديدة في التشخيص والعلاج. لذلك من الضروري إما الحصول على إذن من سلطات الدولة لشراء هذه المستحضرات المشعة من بلدان أخرى أو تأسيس إنتاج النظائر المشعة في بلدك.
قسمنا لديه معمل كيميائي خاص لإنتاج النظائر المشعة، لذلك لدينا الفرصة لإنتاج المستحضرات الدوائية المشعة بأنفسنا. الوضع الحالي في قطاع الأدوية في ألمانيا فريد جداً، وهو ما يُميز بلدنا عن معظم الدول الأخرى. وفقاً للفقرة 13.2b من قانون الأدوية الألماني، يُسمح بإنتاج المستحضرات الدوائية المشعة شخصياً لكل مريض بشكل فردي تحت إشراف الطبيب واستخدامها للأغراض العلاجية، على الرغم من أنه لا يمكن حتى الآن شراء نظائر مشعة معينة تجارياً من شركة الأدوية. هذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا قادرين على تقديم العلاج للمرضى بأدوية واعدة في وقت أبكر بكثير مما تستطيعه العديد من البلدان الأخرى.
كيف يعمل العلاج باللوتيتيوم-177 PSMA؟ ما الذي يجعله مميزاً جداً؟
للإجابة على هذا السؤال، لا بد من ذكر مصطلح مثل "theranostics". يجمع هذا المفهوم بين العلاج والتشخيص.
نستخدم مادة معينة، وهي جزيء بروتين صغير. هذا هو جزيء بروتين يسمى PSMA، مستضد غشاء خاص بالبروستاتا. من المهم هنا عدم الخلط بين مصطلح "PSMA" ومصطلح "PSA"، مستضد بروستاتي نوعي موجود في مصل الدم لدى مرضى سرطان البروستاتا. يمكننا ربط جزيء بروتين PSMA بإحدى المواد المشعة التالية: Gallium-68 أو Fluorine-18 لاختبارات التصوير PET/CT أو باللوتيتيوم-177 للعلاج.
ما يميز هذا النهج هو أن PSMA يستخدم لإجراء فحص PET/CT، والذي يمكن استخدامه للحصول على بيانات دقيقة حول انتشار السرطان، ووجود أو عدم وجود نقائل، وفي حالة اكتشاف نقائل، يُستخدم لتحديد الأعضاء المتضررة. وبالتالي يسمح لنا فحص PET/CT بفحص جميع الأعضاء والهياكل التشريحية لجسم المريض. إذا تم تأكيد عملية الأورام، فسيتم ربط PSMA نفسه باللوتيتيوم من أجل ما يُسمى بالتشعيع الداخلي أو العلاج بالنويدات المشعة الذي يهدف إلى تدمير الخلايا السرطانية، وموت الخلايا السرطانية هو الهدف من علاج أمراض الأورام.
مصطلح رئيسي آخر في هذا السياق هو "العلاج الموجه". هذا نوع من العلاج يسمح بالتدمير المستهدف للورم الخبيث. لا تتضرر الأنسجة السليمة المجاورة عملياً أثناء هذا العلاج. وهذا هو هدفنا عند إجراء العلاج باللوتيتيوم-177 PSMA. المفتاح لطريقة العلاج هذه هو حقيقة أننا نستخدم مادة ترتبط بشكلٍ خاص بالخلايا السرطانية وتؤثر على الورم من خلال عنصر مشع، ونتيجة لذلك يتم تحقيق التأثير العلاجي.
متى يجب على مريض سرطان البروستاتا إيلاء الاهتمام لهذا العلاج؟
الإجابة على هذا السؤال بسيطة للغاية: هناك مبادئ توجيهية واضحة، بما في ذلك المبادئ التوجيهية الدولية، والبروتوكولات السريرية. تشير هذه الوثائق إلى أن المستحضر الدوائي المشع اللوتيتيوم هو حالياً منتج متوفر تجارياً.
وفقاً للمبادئ التوجيهية، فإن علاج الخط الأول لمرضى سرطان البروستاتا هو العلاج الهرموني، أي العلاج بالحرمان من الأندروجين (ADT). يهدف العلاج إلى قمع إنتاج الهرمونات الجنسية الذكرية، الأندروجينات، التي تحفز نمو الخلايا السرطانية. العلاج الهرموني هو خيار العلاج القياسي، ولكن مع تقدم السرطان، يُصبح الورم لدى معظم الرجال مقاوماً، مما يؤدي إلى مزيد من نمو النقائل.
يتم إجراء العلاج الكيميائي كعلاج الخط الثاني، على سبيل المثال، باستخدام Docetaxel أو Cabazitaxel. هذا العلاج عادةً ما يُعطِي نتيجة جيدة، ولكن لفترة زمنية محدودة فقط، وبعدها يستأنف الورم نموه. وفي هذه المرحلة، وفقاً للمبادئ التوجيهية، تتم الإشارة إلى المريض للعلاج باللوتيتيوم Lutetium-177 PSMA.
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن سرطان البروستاتا يحدث أيضاً عند الشباب،إلا أن معظم حالات الأورام لا تزال يتم تشخيصها عند المرضى المسنين. نستقبل العديد من الرجال المصابين بأمراض مصاحبة، على سبيل المثال، أمراض القلب الحادة، وأمراض الرئة، وغيرها من الأمراض. في مثل هذه الحالات، غالباً ما يواجه أطباء الأورام موانع للعلاج الكيميائي. إذا لم يتمكن المريض من تلقي العلاج الكيميائي بسبب الأمراض المصاحبة، فيمكن البدء بالعلاج باللوتيتيوم-177 PSMA مباشرةً بعد العلاج الهرموني. في مثل هذه الحالات،لا يتم تنفيذ العلاج الكيميائي.
على أية حال، تقع على عاتقنا مسؤولية إخبار المريض عن العلاجات القياسية المحددة في المبادئ التوجيهية. الخطوة التالية هي العمل الفردي مع مريض مُعين: نبحث عن النوع الأمثل من العلاج، مع الأخذ بعين الاعتبار مرحلة سرطان البروستاتا.
بروفيسور دريزل، هل المرضى المصابين بسرطان البروستاتا في المرحلة الرابعة لديهم فرصة للتعافي أو على الأقل تحسُن في حالتهم الصحية؟
هذا سؤال مهم لأنه يجب أن تفهم أن العلاج باللوتيتيوم Lutetium-177 PSMA هو طريقة علاج فعالة مُعترف بها دولياً. وبالتالي يمكننا تحسين حالة المريض بشكل كبير. نظراً لأن العلاج باللوتيتيوم يتم تنفيذه في المراحل المتقدمة من سرطان البروستاتا، فإن الهدف من هذا النوع من العلاج ليس فقط تطبيع حالة المريض ومنع تطور مرض الأورام، ولكن أيضاً قمع عملية الأورام بأكملها في الجسم إلى الحد الأقصى.
لقد بدأت باستخدام علاج اللوتيتيوم منذ حوالي 6 سنوات. نحن نعلم بالفعل أن أفضل نتائج العلاج يمكن تحقيقها لدى المرضى الذين يعانون من نقائل في الأنسجة الرخوة والعقد اللمفاوية. يمكن أيضاً تحقيق نتائج جيدة عندما يكون لدى المرضى نقائل عظمية. تُجري حالياً دراسات واسعة النطاق، وأهمها تجربة VISION، والتي نُشرت نتائجها في عام 2021. وجدت هذه التجربة أن العلاج باللوتيتيوم-177 PSMA يمكن أن يُطيل عُمر المريض بشكلٍ كبير، ويحسن جودته، وأيضاً، أمر مهم للغاية، خاصة عندما يكون لدى المريض نقائل عظمية، هو إطالة الفترة الزمنية قبل تطور كسور العظام على خلفية نمو بؤر النقائل. تلعب هذه النقطة دوراً مهماً للغاية في ضمان جودة حياة عالية.
وبهذا، نكون قادرين على تحقيق نتائج جيدة، بل وأود حتى أن أقول نتائج مذهلة، في علاج المرضى الذين، أثناء طلب المساعدة الطبية منا، يشْكون من سوء الحالة الصحية وأحوال عامة غير مُرضية، فضلاً عن معاناتهم من الألم. بعد استكمال دورة العلاج، تتحسن صحة المرضى بشكل ملحوظ: تتحسن حالتهم الصحية العامة، ويُصبح من الأسهل على المرضى الحركة، ولم يعد المرضى بحاجة إلى تناول جرعات عالية من مسكنات الألم. نلاحظ باستمرار مثل هذه التغييرات الإيجابية بعد العلاج باللوتيتيوم.
من الضروري أيضاً أن نفهم، وقد ناقشنا ذلك بالفعل، أن المرضى لديهم تاريخ طبي. وبمساعدته، يمكن للطبيب أن يرى أنهم خضعوا بالفعل للعلاج الهرموني، والعديد منهم خضعوا للعلاج الكيميائي، وبعض المرضى خضعوا أيضاً لجراحة أو علاج إشعاعي. يُدرك المرضى جيداً أن خيارات العلاج الإضافية يتم استنفاذها تدريجياً. في هذه المرحلة، نبدأ في النظر في إمكانية بدء علاج PSMA.
فجأة يسمع مريض يائس من الطبيب أن هناك خياراً علاجياً، والذي بعده ستتحسن حالته. هذه آفاق جيدة تمنح المريض الشجاعة للكفاح من أجل الحياة.
كم المدة التي يبقى فيها المرضى تحت الإشراف الطبي أثناء العلاج؟
كقاعدة عامة، الإقامة في المستشفى للمرضى هي ثلاثة أيام. ألمانيا لديها قانون صارم للحماية من الإشعاع، وكما ذكرت سابقاً، يتم إخراج النظائر المشعة عن طريق الكلى، مما يعني أن الشخص يفرز بولاً مُشعاً، والذي يجب التخلص منه بشكل خاص. ولذلك فإن المريض الذي خضع للتو للعلاج باللوتيتيوم لا يمكنه استخدام المرحاض في منزله لأن ذلك يشكل خطراً على الأشخاص الذين يعيشون معه. ولهذا السبب يلزم الإقامة في المستشفى.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي الأخذ في الاعتبار أن المرضى الذين يخضعون للعلاج بالنويدات المشعة غالباً ما يكونون مُتعَبين بشدة، ذلك في الأيام الأولى بعد حقن النظائر المشعة، من الأفضل لهم أن يبقوا تحت إشراف الأطباء في المستشفى. وبالتالي في حالة ظهور أي مشكلة، يمكننا تقديم الرعاية الطبية اللازمة.
في رأيك، ما هو سبب شهرة العلاج باللوتيتيوم Lutetium-177؟
الوضع مع سرطان البروستاتا عند الرجال مشابه لذلك الوضع مع سرطان الثدي عند النساء. نظراً لارتفاع معدل انتشار سرطان البروستاتا، فالرجال لديهم إمكانية الوصول إلى جميع المعلومات حول هذا الموضوع. هناك أيضاً مجموعات مساعدة ذاتية حيث ينضم إليها المرضى الذين لديهم نفس التشخيص. إنهم يساعدون ويدعمون بعضهم البعض، ويتبادلون تجاربهم، ويناقشون طرق العلاج المتاحة حالياً لمكافحة نوع معين من السرطان.
يتم إعطاء العلاج باللوتيتيوم-177 PSMA في تلك المرحلة من السرطان عندما لا توجد عملياً علاجات بديلة. هذا هو أحد الأسباب التي جعلته يحظى بشعبية كبيرة بين المرضى. التجربة الشخصية للمرضى ونتائج الأبحاث تؤكد فعاليته والقدرة على تحمله بشكل جيد نسبياً. وهذا ما يفسر الشعبية الكبيرة لهذا النوع من العلاج.
يجب أن نخبر المرضى أن هناك علاجات أخرى متاحة. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري إخبار المريض بنوع العلاج الأفضل في مرحلة معينة من السرطان. لا فائدة من وصف علاج PSMA للمريض مباشرة بعد تأكيد تشخيص سرطان البروستاتا لأنه لا توجد حتى الآن بيانات تؤكد فعالية هذا النوع من العلاج في مثل هذه الحالات. بالإضافة إلى ذلك، هناك خيارات علاجية فعالة أخرى في الخط الأول. نريد زيادة متوسط العمر المتوقع وجودة الحياة لمرضى سرطان البروستاتا لذلك من المهم استخدام جميع خيارات العلاج الممكنة قبل علاج PSMA، والذي هو علاج الخط الأخير.
منذ متى وأنت تقوم بإجراء هذا النوع من العلاج؟ هل يمكننا بالفعل التحدث عن فعالية الإجراء؟
لقد بدأنا في إجراء علاج PSMA منذ حوالي 6 سنوات. تم تطوير المستحضر الدوائي المشع اللوتيتيوم-177 في هايدلبرغ. البيانات الأولى عن الدواء بدأت في الظهور بين عامي 2014 و 2016. وبفضل القانون المُنظم لصناعة الأدوية في ألمانيا، أُتيحت لنا الفرصة لأن نكون من أوائل من أنتجوا النظائر المشعة بشكل مستقل. هنا في برلين، تتحكم السلطات التنظيمية المختصة في عملية إنتاج المستحضرات الدوائية المشعة، مما يسمح باستخدام النظائر المشعة بشكل فردي لكل مريض.
وبالتالي، بدأنا الإنتاج الخاص بنا للمستحضرات الدوائية المشعة اللوتيتيوم-177 منذ سنوات عديدة وحققنا نتائج جيدة في عملنا. ركزنا أيضاً على المنشورات العلمية حول هذا الموضوع، والتي بفضلها كنا واثقين من أنه في مراحل معينة من عملية الأورام، يُعد العلاج باللوتيتيوم-177 طريقة علاج مساعدة جيدة أو خيار علاجي بديل للمريض. وهكذا بدأنا في اكتساب خبرة في هذا النوع من العلاج.
ما هي صعوبة هذا النوع من العلاج؟ لماذا العلاج غير متوفر في دول أخرى؟
حتى تُصبح المستحضرات الدوائية المشعة متاحة للبيع بحرية، فمن الضروري دائماً مراعاة قوانين صناعة الأدوية في بلد معين. فقط هذا النهج يسمح لنا بفهم ما إذا كان إنتاج أو استخدام الدواء في الدولة ممكناً. لقد سبق أن قلت إن ألمانيا لديها مثل هذه الفرصة. النظير المشع اللوتيتيوم لعلاج PSMA حالياً تمت الموافقة عليه في أمريكا الشمالية من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). كما وافقت هيئة تنظيمية مماثلة على الدواء في أوروبا.
ومع ذلك، لن يكون اللوتيتيوم-177 متاحاً للاستخدام على نطاق واسع في كل دولة. يرجع ذلك إلى وجود عنصر مشع في تركيبته، والذي يتحلل بشكل طبيعي. لذلك يجب أن يقع المختبر الذي ينتج اللوتيتيوم بالقرب نسبياً من المنشأة الطبية التي يتم فيها إجراء علاج PSMA. في بعض الحالات، يمكن استخدام النقل الجوي، ولكن ليس لمسافات طويلة. على سبيل المثال، يكاد يكون من المستحيل إنتاج اللوتيتيوم-177 في أوروبا واستخدامه في الولايات المتحدة الأمريكية لأن كمية كبيرة من المكون المشع تُفقد أثناء النقل الجوي.
ولهذا السبب، على سبيل المثال، في أمريكا الشمالية، لا تتوفر سوى كمية محدودة من المستحضرات الصيدلانية المشعة. والوضع مُشابه أيضاً في الدول الآسيوية. وبالطبع، تبذل شركة الأدوية Novartis قصارى جهدها لتوسيع إنتاج المستحضرات الصيدلانية المشعة لجعلها متاحة بكميات أكبر وفي المزيد من المواقع. ومع ذلك، هذه العملية تستغرق وقتاً طويلاً. إنشاء خط إنتاج كهذا يعتبر عملية معقدة للغاية، وبالتالي سيستغرق الأمر بالتأكيد بعض الوقت قبل أن تصبح المستحضرات الصيدلانية المشعة متاحة تجارياً في جميع أنحاء العالم.
حتى وقت قريب، كنا نعالج المرضى فقط بالنظائر المشعة من إنتاجنا الخاص، ولكن بعد الموافقة على Pluvicto من شركة Novartis، نعمل باستخدامه أيضاً.
دعونا نعود إلى العلاج باللوتيتيوم نفسه. لماذا من المهم عدم تفويت اللحظة وعدم التأخر في العلاج بالنويدات المشعة؟ ما هو أفضل وقت لإجراء العلاج دون الإضرار بصحة المريض؟
يحتاج العلاج إلى فترة معينة من الوقت حتى يعمل، لذا من المهم للغاية عدم تفويت اللحظة الأكثر ملاءمة له. حتى المرضى الذين لديهم استجابة جيدة للعلاج يحتاجون إلى دورتين من العلاج على الأقل قبل ملاحظة نتيجة إيجابية، ويمكن للمرضى أن يشعروا بذلك من تلقاء أنفسهم. يتم تنفيذ دورتين من العلاج بفاصل شهرين، وبعد ذلك من الضروري الانتظار بضعة أسابيع أخرى حتى يظهر تأثير الدورة الثانية من العلاج. بعد هذا الوقت، يجب أن تعود حالة المريض إلى طبيعتها، وسوف يشعر بتحسن بعد العلاج.
من المعروف أن نخاع العظم قد يتضرر عند المرضى المصابين بنقائل عظمية متعددة. من الصعب جداً إجراء العلاج بالنويدات المشعة في مثل هذه الحالات. نحن بحاجة إلى إجراء اختبارات الدم وتقييم وظائف الكبد والكلى. يجب أن يكون أداء الأعضاء الأخرى مُرضياً أيضاً حتى يتمكن المريض من تحمل العلاج. على سبيل المثال، إذا كان عدد خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية ضعيفاً لأن نخاع عظم المريض غير قادر على إنتاج ما يكفي من خلايا الدم، فإننا، إما لا نستطيع إجراء العلاج على الإطلاق أو أن هناك مخاطر مرتبطة بالعلاج. في مثل هذه الحالات، قد يؤدي العلاج بالنويدات المشعة إلى تلف أكثر شدة لنخاع العظم، والذي بدوره سيؤثر سلباً على حالة المريض.
هذه هي الأسباب الرئيسية لماذا يجب ألا يتردد المرضى في الخضوع لعلاج PSMA عندما تكون لديهم مؤشرات له.
وهل تتخذ القرار بشأن العلاج لكل مريض على حدة في كل مرة؟
نعم، أفعل ذلك.
هذه مهمة صعبة للغاية! وأخيراً، سأطرح سؤالي الأخير. ما هي النصيحة التي تقدمها للمرضى الذين يفكرون في العلاج باللوتيتيوم-177 ولكنهم لم يتخذوا بعد قراراً نهائياً؟ هل يجب أن يأتوا إلى ألمانيا لتلقي العلاج أم يجب عليهم اختيار العلاج في بلدهم الأصلي؟
من السمات الرئيسية لتوفير الرعاية الطبية في مجال الأورام أنه يتم وضع نظام العلاج خلال مجلس الأورام متعدد التخصصات. بالنسبة لي شخصياً، يلعب هذا دوراً مهماً جداً لأنه لا يوجد مريض واحد يتلقى العلاج دون مناقشة حالته السريرية أولاً مع زملائنا: أطباء الأورام، والمعالجون بالإشعاع، وأطباء المسالك البولية (في حالة سرطان البروستاتا)، وغيرهم من المتخصصين. يسمح هذا النهج للأطباء بدراسة الحالة السريرية للمريض معاً واتخاذ قرار العلاج الأمثل. نقوم أيضاً بدراسة الحالات السريرية للمرضى الأجانب أثناء مجالس الأورام متعددة التخصصات لذلك حتى لو لم يكن المريض في مستشفانا، فيمكنه تقديم تقاريره الطبية إلينا، والتي بناءً عليها، سنُحدد مع زملائنا ما إذا كان هذا النوع من العلاج مناسب للمريض أم لا. ولذلك أنصح المرضى بتزويدنا بتقاريرهم الطبية، والتي بعد دراستها يمكننا اتخاذ قرار بشأن مدى استصواب علاج PSMA قبل القدوم إلى ألمانيا لتلقي العلاج.
جزء مهم من علاج PSMA هو فحص PSMA PET/CT. لقد تحدثنا بالفعل عن هذا في بداية محادثتنا. من الأسهل علينا دائماً اتخاذ قرار بشأن استصواب العلاج بالنويدات المشعة عندما تكون لدينا نتائج فحص PSMA PET/CT. ليس من الضروري إجراء هذا الاختبار التشخيصي في مستشفانا، لذلك يمكن للمرضى الخضوع له في وطنهم وإرسال الفحوصات إلينا. نتائج فحص PSMA PET/CT تلعب دوراً حاسماً في اتخاذ القرار بشأن علاج PSMA.
لذا، فإن أول ما هو مطلوب من المريض هو تزويدنا بنتائج فحص PSMA PET/CT واختبارات الدم، بالإضافة إلى التاريخ الطبي الذي يتضمن العلاجات السابقة. المرحلة التالية هي عندما ندرس التاريخ الطبي للمريض في مجلس الأورام لدينا، والذي بعده نقدم توصيات، على سبيل المثال، من خلال مكالمة فيديو على Skype أو Zoom. بعد ذلك، نقوم بتحديد موعد للمريض في مستشفانا، وفحص المريض، واتخاذ القرار النهائي بشأن العلاج باللوتيتيوم.
هل تنصح المرضى بالقدوم إلى ألمانيا والخضوع لعلاج PSMA هنا أم اختيار العلاج في بلدهم الأصلي؟
لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال بشكل عام، لأن الأمر كله يعتمد على البلد الذي سيأتي منه المريض. بالطبع، في الطب، من المهم دائماً الانتباه إلى تلك المستشفيات التي لديها خبرة في إجراءات علاجية معينة. بالمناسبة، هذا المبدأ ينطبق ليس فقط على الطب. وغني عن القول أنه إذا كان لديك خبرة وقمت بإجراء هذا الإجراء أو ذاك لسنوات عديدة، فإن النتائج ستكون جيدة. نحن أيضاً نعلم جيداً الأدوية التي يجب وصفها قبل العلاج للوقاية من الآثار الجانبية. حتى لو تعرض المريض لآثار جانبية فإننا بالتأكيد سنقدم الرعاية الطبية اللازمة. عند الحديث عن العلاج باللوتيتيوم، من المهم أيضاً تحديد عدد دورات العلاج بدقة أو حتى اتخاذ قرار بإيقاف العلاج إذا لم يُعطي النتيجة المرجوة. مثل هذه المواقف تحدث أيضاً، ويجب أن يكون هذا القرار مدروساً إذا كنت تريد إيقاف دورة العلاج. إذا لم يعمل العلاج، فلن يحصل المريض على أي استفادة منه.
لذا، نصيحتي هي البحث عن مركز طبي يتمتع بخبرة في إجراء هذا النوع من العلاج بالنويدات المشعة ويتبع نهج متعدد التخصصات في العلاج. من المهم أن يكون المستشفى لديه الفرصة لإشراك متخصصين من التخصصات ذات الصلة في العملية العلاجية. على سبيل المثال، غالباً ما يعاني مرضى سرطان البروستاتا من مشاكل في الكلى لأن النقائل في العقد اللمفاوية تمنع الإزالة الطبيعية للسوائل من الجسم. في مثل هذه الحالات، هناك حاجة إلى استشارة طبيب مسالك بولية. هذا مجرد مثال واحد من أمثلة كثيرة. لذا، فإن النهج متعدد التخصصات يُعد جانباً مهماً جداً في علاج المرضى.
عزيزي البروفيسور دريزل، شكراً جزيلاً لكم على هذه المقابلة! لقد كانت مثيرة جداً للاهتمام وغنية بالمعلومات!
شكراً لك أيضاً!
اقرأ:
علاج سرطان البروستاتا في المستشفيات الألمانية الرائدة: الدواء المبتكر اللوتيتيوم Lutetium-177
اللوتيتيوم Lutetium 177-PSMA: الدواء من الجيل الجديد لعلاج سرطان البروستاتا
فعالية النويدات المشعة العلاجية (اللوتيتيوم Lutetium-177) في علاج سرطان البروستاتا في ألمانيا
علاج PSMA بالأكتينيوم-225: فرصة جديدة لعلاج سرطان البروستاتا
علاج سرطان البروستاتا في ألمانيا
طريقة فريدة من نوعها لعلاج سرطان البروستاتا النقيلي