HIPEC: أداة أساسية في المعركة الناجحة ضد الداء السرطاني الصفاقي المنتشر – مقابلة مع الدكتور في الطب مايكل ليب
لا تعرف من أين تبدأ؟ اترك لنا طلباً، وسيقوم فريق Booking Health بترتيب رحلتك لتلقي العلاج في ألمانيا، حيث يمكنك تحسين جودة الحياة والصحة
يُعد الدكتور في الطب مايكل ليب واحداً من أكثر جراحي القولون والمستقيم خبرة في ألمانيا، والمتخصص في علاج HIPEC. خلال 18 عاماً من الممارسة السريرية النشطة للطبيب، تعلم الكثير عن أنظمة الرعاية الصحية في عدة بلدان (سويسرا وألمانيا) ونشر أكثر من 60 ورقة علمية حول مواضيع مختلفة. تشمل اهتماماته البحثية تطوير تقنيات جديدة في جراحة البطن ودراسة المؤشرات الحيوية المحتملة لسرطان القولون والمستقيم.
يعمل الدكتور ليب الآن في مستشفى أسكليبيوس بارمبيك هامبورغ، ألمانيا، في قسم الجراحة العامة وجراحة البطن، وجراحة الكبد والبنكرياس والقنوات الصفراوية، وجراحة الفتق. وهو المتخصص الرائد في القسم في علاج HIPEC وجراحة القولون والمستقيم. في هذه المقابلة الحصرية، يشارك البروفيسور ليب معرفته المتعمقة بتقنية HIPEC، ويُغطي جوانب مهمة مثل المؤشرات، والميزات، والفعالية، ووجهات النظر.
عن الدكتور ليب
اسمي مايكل ليب. أعمل في قسم الجراحة العامة وجراحة البطن، وجراحة الكبد والبنكرياس والقنوات الصفراوية، وجراحة الفتق في مستشفى أسكليبيوس بارمبيك هامبورغ. نقوم بإجراء جراحة الاختزال الخلوي و HIPEC للمرضى الذين يعانون من الداء السرطاني الصفاقي المنتشر (سرطان الصفاق) لسنوات عديدة. أعمل في مستشفى أسكليبيوس بارمبيك هامبورغ منذ عام 2011 وأقوم بإجراء HIPEC منذ عام 2015.
ما هو HIPEC وكيف يختلف عن الإجراءات الجراحية الأخرى؟
مفهوم علاج الداء السرطاني الصفاقي المنتشر (سرطان الصفاق) باستخدام HIPEC تم تطويره في نهاية القرن الماضي.
HIPEC هو إجراء يتم فيه شطف تجويف البطن بمحلول يحتوي على تركيز عالٍ من أدوية العلاج الكيميائي بعد جراحة الاختزال الخلوي. يمكن أن تنتشر أورام البطن في جميع أنحاء الصفاق، أي أن، موقع السرطان الأساسي ينمو ويغزو الأنسجة المحيطة (حسب الاستمرارية). الاستئصال الجراحي للنقائل في تجويف البطن وشطفه بمحلول من عوامل العلاج الكيميائي مباشرةً بعد الجراحة يسمح بتدمير النقائل الدقيقة، أي المجموعات الصغيرة من الخلايا السرطانية التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة أثناء الجراحة.
لذلك، فإن مفهوم علاج سرطان الصفاق باستخدام HIPEC دائماً ما يتضمن HIPEC بالاشتراك مع الجراحة. الجراحة هي المرحلة الأولى من العلاج لإزالة بؤر الورم المرئية، و HIPEC بمثابة "سُكر الزينة على الكعكة" لضمان أقصى قدر من النجاح للعملية.
ما هي أنواع السرطان التي يمكن علاجها باستخدام HIPEC؟
نحن حالياً لا نستخدم HIPEC لعلاج جميع السرطانات ذات النقائل الصفاقية. هناك سبب لذلك: التوقعات لكل من هذه السرطانات مختلفة. ما يصل إلى 90٪ من المرضى الذين نعالجهم باستخدام HIPEC يتم تشخيص إصابتهم بسرطان القولون والمستقيم.
نقدم HIPEC لبعض مرضى سرطان المعدة. لدينا أيضاً أورام نادرة في ممارستنا، مثل ورم الظهارة المتوسطة. هناك ورم الظهارة المتوسطة الجنبي، والذي يحدث بسبب التعرض لألياف الأسبست. ومع ذلك، يمكن أن يؤثر هذا الورم أيضاً على الصفاق (الغشاء البريتوني). علاج ورم الظهارة المتوسطة الصفاقي هو أحد تخصصاتنا. نعالج أيضاً الورم المخاطي الصفاقي الكاذب. المرضى الذين يعانون من هذه الأورام لديهم توقعات جيدة مسبقاً، ويمكن لجراحة الاختزال الخلوي بالاشتراك مع HIPEC تحسينها حتى بشكل أكبر.
بناءً على ملاحظاتنا، فإن إجراء HIPEC يُعد أيضاً طريقة واعدة جداً لعلاج النساء المصابات بالنقائل البطنية الناجمة عن سرطان المبيض. حالياً، جراحو البطن، وأنا على وجه الخصوص، نواجه بشكل رئيسي علاج تكرار السرطان بعد الجراحة. من المرجح أن بؤر الورم في الصفاق قد تمت إزالتها أثناء الجراحة الأولية، ولكن تكرار السرطان يُعد مؤشر لجراحة متكررة بالاشتراك مع HIPEC.
من هو المُرشح المثالي لـ HIPEC؟
نجاح العلاج يعتمد إلى حدٍ كبير على التحديد الصحيح لمؤشرات HIPEC. ولذلك، يتعين علينا أن نتبع بصرامة معايير اختيار المرشحين. أولاً وقبل كل شيء، يُعد علاج HIPEC مناسباً للمرضى الذين تسمح حالتهم بالخضوع لعملية معقدة تستغرق عدة ساعات. في الوقت نفسه، تلعب الحالة النفسية العاطفية للمريض دوراً مهماً لأنه يحتاج إلى أن يكون مستعداً للتعامل مع جميع الصعوبات المرتبطة بالعلاج، بما في ذلك خصوصيات مسار مرض الأورام والمخاطر المحتملة لتطور مضاعفات بعد الجراحة. من المهم أن يتمكن المريض من القول بثقة: "نعم، أريد هذا العلاج بالذات". وحتى لو ظهرت بعض الصعوبات أثناء العملية العلاجية، يجب أن يكون المريض ملتزماً بالمضي قدماً. هذه النقطة ذات أهمية حاسمة.
بعد ذلك، هناك الجوانب الطبية التي يجب مراعاتها. وكما سبق أن قلت، لا بد من وجود مؤشرات مطلقة لعلاج ورم معين باستخدام HIPEC، لأنه غير مناسب لجميع أنواع السرطان. يعتمد نجاح العلاج إلى حدٍ كبير على مؤشر سرطان الصفاق.
المشكلة الأساسية هي أن الداء السرطاني الصفاقي المنتشر (peritoneal carcinomatosis) هو الاسم الشائع للسرطانات بجميع أنواعها ومدى انتشارها. سواء كان مجرد بؤرتي ورم في تجويف البطن أو ما يصل إلى 500، فهذا هو الداء السرطاني الصفاقي المنتشر ولا يوجد تمييز. ومع ذلك، فإن هذه النقطة ذات أهمية قصوى بالنسبة للعملية الجراحية المقبلة.
لتلخيص ذلك، يُعتبر HIPEC مناسباً للمرضى الذين لديهم حالة صحية عامة مُرضية وموقف سلوكي نفسي مناسب. الشرط الأساسي التالي هو اختيار المرضى الذين يعانون من الأورام التي ينصح بعلاج HIPEC لها والحد الأدنى من مؤشر سرطان الصفاق.
كيف يتم تنفيذ HIPEC ؟ ما هي المراحل التي يتكون منها؟
المرحلة الأولى من HIPEC هي الجراحة، استئصال الأحشاء المتعددة. هذه ليست جراحة طفيفة التوغل أو جراحة بمساعدة الروبوت ولكنها جراحة مفتوحة للبطن. تتضمن العملية شقاً طويلاً في جدار البطن الأمامي لأن الجراح يجب أن يكون قادراً على إجراء تفتيش بصري كامل وإجراء المناورات اللازمة إذا تم اكتشاف بؤر السرطان في أي جزء من تجويف البطن.
الخطوة الأولى في الجراحة هي إزالة جميع الأورام المرئية. قد يكون هذا صعباً في بعض الأحيان لأنه حتى طرق التصوير الحديثة مثل التصوير المقطعي المحوسب CT أو التصوير بالرنين المغناطيسي MRI لها حد معين من الدقة ولا تضمن دائماً تحديد جميع بؤر الورم قبل الجراحة. لا يستطيع الجراح رؤية جميع الأورام المراد إزالتها إلا أثناء الجراحة.
مثل هذه الإجراءات الجراحية يمكن أن تكون واسعة النطاق. وقد تتضمن مراحل إضافية. على سبيل المثال، إذا تم اكتشاف التهاب الزائدة الدودية، فسيتم إجراء استئصال الزائدة الدودية بالتزامن مع جراحة الاختزال الخلوي. عادةً ما نقوم بإجراء جراحة إزالة المرارة أثناء عمليات استئصال الأحشاء المتعددة. مما لا شك فيه أنه لن يكون من الحكمة تعريض المريض لخطر تكرار الجراحة، على سبيل المثال، للتحصي الصفراوي.
هدفنا هو التغلب على السرطان، لكننا نُدرك جيداً أن علاجاً مثل HIPEC لا يمر مرور الكرام. لا نريد أن يضطر المريض إلى التحضير لعملية جراحية أخرى، على سبيل المثال، للتحصي الصفراوي، بعد 5 سنوات من HIPEC. لذا، كما قلت، نقوم بإجراء جراحة قياسية أولاً، مثل استئصال الزائدة الدودية أو استئصال المرارة، ثم نقوم باستئصال بؤر السرطان.
عند إجراء الجراحة، غالباً ما يتعين علينا استئصال المستقيم. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن المستقيم هو الجزء البعيد من القولون ويقع في الحوض السفلي، حيث تتراكم بؤر الورم غالباً بسبب الجاذبية.
بعد الإزالة الجراحية لجميع الأورام الظاهرة من البطن، يتم وضع منافذ تصريف من السيليكون في البطن لإجراء HIPEC. يقوم الجراح بخياطة جدار البطن الأمامي ثم يقوم بتوصيل منافذ التصريف بجهاز التروية. هذه مضخة خاصة تعمل على تسخين محلول أدوية العلاج الكيميائي. يتم شطف تجويف البطن بمحلول ساخن من عوامل العلاج الكيميائي لمدة 90 دقيقة، أي، HIPEC، العلاج الكيميائي عالي الحرارة داخل الصفاق. HIPEC هي المرحلة الأخيرة من العملية.
ما هو التدريب المتخصص والخبرة التي يجب أن يتمتع بها الجراح لإجراء HIPEC؟
بشكل عام، يقوم جراحو البطن بإجراء HIPEC.
الجراحون العامون لا يقومون بإجراء هذا النوع من الجراحة. إنها مسؤولية الجراحين ذوي التخصص العالي. حالياً، هناك العديد من برامج التدريب التخصصي الفرعي متاحة للأطباء لتعلم التقنيات الجراحية لعلاج الداء السرطاني الصفاقي المنتشر. الأطباء الحاصلون على تدريب متخصص في جراحة القولون والمستقيم يقومون في الغالب بإجراء HIPEC لأن الاختزال الخلوي يتضمن دائماً استئصال الأمعاء. وبالتالي، فإن HIPEC هو تخصص جَرّاحي القولون والمستقيم وجَرّاحي البطن.
كيف يقوم المريض والفريق الطبي بالتحضير لـ HIPEC؟
تعقيد هذه العملية بالنسبة للجراح يكمن في إجراء مجموعة واسعة من المناورات الجراحية في وقت محدود نسبياً. يجب على الأخصائي إجراء جميع مراحل الاستئصال الجراحي بكفاءة وسرعة. لا توجد فرصة للتباطئ في تركيز مرضي واحد لأنه كلما طالت العملية، زادت المخاطر التي يتعرض لها المريض. يواجه الجراح مهمة إجراء جميع المناورات الجراحية دون تأخير.
أما بالنسبة للتحضير من جانب المريض، فمن الضروري للغاية تفريغ الأمعاء في اليوم السابق للعملية، تماماً كما هو الحال قبل تنظير القولون. بالطبع، من المرغوب فيه أن يكون المريض في أفضل حالة بدنية ممكنة قبل العملية مباشرةً وألا يكون لديه أي أوجه قصور. إذا كان هناك وقت متبقي قبل العملية، فمن الضروري الاهتمام بنظام غذائي متوازن ونشاط بدني لإعداد الجسم للعلاج القادم. هذا أمر مهم حقاً، بما في ذلك التدريب البدني، إذا كانت حالة المريض تسمح بذلك. وبناءً على ملاحظاتنا، فإن مثل هذا التحضير للجراحة مفيد للمريض.
إذا كان المريض يتناول دواء العلاج الكيميائي Cisplatin، والمعروف بأنه يؤثر سلباً على وظائف الكلى، يتم إعطاء حقنة إضافية بالتسريب عن طريق الوريد من أدوية دعم الكلى قبل جراحة الاختزال الخلوي مع HIPEC.
هذه هي أهم النقاط التي يجب مراعاتها عند التحضير لـ HIPEC.
ما هي المخاطر المحتملة لـ HIPEC؟ ما هي المضاعفات التي قد يُسببها هذا العلاج؟
كما ذكرت من قبل، المشكلة الرئيسية هي أننا قبل العملية لا نعرف بالضبط ما هي المناورات الجراحية التي قد تكون مطلوبة.
على سبيل المثال، إذا تم العثور على بؤر سرطانية في الطحال، تتم إزالة العضو، مما يزيد من خطر النزيف. تمُر أوعية دموية كبيرة عبر الطحال، لذلك يجب على الجراح ربطها. وبالطبع، قد يثير هذا بعض المخاطر.
قد يكون من الضروري أيضاً إزالة نقائل الكبد التي تنمو من السطح الخارجي للعضو إلى نسيجه الحشوي أثناء الجراحة. في هذه الحالة، هناك خطر دخول الصفراء إلى تجويف البطن بعد الجراحة. الصفراء هي نتاج إفراز الكبد. انتشار الصفراء خارج حِمة الكبد يُسبب تطور الورم الصفراوي.
مثال آخر هو عندما يتعين على الجراح إجراء استئصال الأمعاء أثناء جراحة الاختزال الخلوي. بالطبع، في مثل هذه الحالات، نقوم باستعادة سلامة الأمعاء عن طريق عمل مفاغرة. ومع ذلك، هناك خطر فشل مفاغرة الأمعاء.
استئصال الأمعاء واسع النطاق يتطلب تشكيل مخرج مستقيمي جديد (فغر القولون). هنا، في مستشفى أسكليبيوس بارمبيك هامبورغ، لدينا فكرة واضحة عما نقوم به. نُجري جراحات لمرضى السرطان الذين ليس لديهم وقت لمضاعفات ما بعد الجراحة. لذلك، إذا وجدنا أنه لا يُنصح بإجراء مفاغرة أو أن حالة المريض تزداد سوءاً أثناء الجراحة، فإننا نُفضل فغر القولون في حالات نادرة.
وبالطبع، يجب الأخذ في الاعتبار أن فغر القولون يؤثر على جودة حياة المريض، ولكننا نعتقد أنه له ما يُبرره في وجود سرطان مُهدِد للحياة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون مفهوماً أن جراحة الاختزال الخلوي مع HIPEC نادراً ما تكون المرحلة النهائية من العملية العلاجية لأن العديد من المرضى يتلقون العلاج الكيميائي الكلاسيكي بعد الجراحة.
هذه هي المضاعفات الرئيسية لـ HIPEC. وبالطبع، هناك مضاعفات أخرى والتي من المحتمل أن تحدث بعد الجراحات الكبرى، مثل الالتهاب الرئوي أو الانصمام الرئوي.
ما هي المدة التي يستغرقها إجراء HIPEC في المتوسط؟
في ظل ظروف معينة، قد تستغرق العملية وقتاً طويلاً جداً. كلما زاد عدد بؤر السرطان في البطن، كلما استغرق الأمر وقتاً أطول.
في المراحل المُبكرة من الداء السرطاني الصفاقي المنتشر (سرطان الصفاق)، قد تستغرق جراحة الاختزال الخلوي 3-2 ساعات فقط. ثم يبدأ HIPEC، المرحلة الثانية من الجراحة. يستغرق 90 دقيقة.
ومع ذلك، تُظهر التجربة أنه، إلى جانب وضع منافذ التصريف، وإعداد جهاز التروية، وتسخين محلول دواء العلاج الكيميائي إلى درجة الحرارة المطلوبة، فإن HIPEC يستغرق ساعتين ونصف. وبالتالي، حتى لو كان هناك عدد قليل من بؤر الورم في تجويف البطن، فإن مدة العملية تكون 5-6 ساعات. كل هذا يعتمد على عدد بؤر السرطان. كان علينا إجراء جراحات للمرضى لمدة 10 و 11 و 12 ساعة. أحياناً يحدث هذا. سيؤكد جراحو HIPEC الآخرون ذلك.
نظراً لحقيقة أن مدة الجراحة يمكن أن تكون 5-10 ساعات، فمن المهم جداً أن يكون المريض قادراً على تحمل مثل هذا الإجراء الجراحي الكبير.
كم مرة يقوم دكتور ليب بإجراء HIPEC؟
أقوم حالياً بإجراء HIPEC مرة في الأسبوع. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن الفريق الطبي بأكمله يكون موجود في غرفة العمليات أثناء الجراحة. لدينا أيضاً مرضى يحتاجون إلى عمليات أخرى، لذلك نحن غير قادرين جسدياً على إجراء HIPEC كل يوم. وبالطبع، هناك أسابيع نقوم فيها بتنفيذ إجراءين HIPEC.
ما هي المدة التي يستغرقها المريض للتعافي من HIPEC؟
من تجربتي، أقصر مدة إقامة في المستشفى بعد HIPEC كانت 9 أيام. لقد كانت فترة سريعة جداً من التعافي بعد الجراحة. كقاعدة عامة، مدة الإقامة في المستشفى بعد مثل هذا العلاج تكون 10-14 يوماً. إذا كانت هناك مضاعفات، فلا يوجد حد زمني واضح للبقاء في المستشفى، لذا يبقى المريض في المستشفى طوال المدة اللازمة.
ما هي رعاية المتابعة التي يحتاجها المرضى بعد HIPEC؟
كما ذكرت بالفعل، يقوم مستشفانا بإجراء معظم إجراءات HIPEC لسرطان القولون والمستقيم. في ألمانيا، يوجد بروتوكول رعاية متابعة واضح لمدة خمس سنوات للمرضى المصابين بسرطان القولون والمستقيم.
بعد الانتهاء من العلاج في المستشفى، يقوم المريض بزيارة طبيب الأورام الخاص به لإجراء فحوصات متابعة منتظمة. وإذا لزم الأمر، قد يتم وصف العلاج الكيميائي. في الأساس، الإشراف الطبي بعد HIPEC يشمل اختبارات الدم، ومراقبة مستويات علامات الورم لمنع تطور السرطان، واختبارات التصوير، وأهمها التصوير المقطعي المحوسب CT scan.
وكما قلت من قبل، تكمن المشكلة في أنه يكاد يكون من المستحيل رؤية بؤر صغيرة لنمو الورم في التصوير المقطعي المحوسب لأنها تصبح مرئية فقط عندما تصل إلى حجم معين. هذه هي الخوارزمية المقبولة بشكل عام لرعاية المتابعة للمرضى بعد HIPEC.
هناك حالات سريرية خاصة حيث يتم تطوير نظام متابعة شخصي للمريض. على سبيل المثال، يتم إجراء التصوير المقطعي المحوسب كل 3 أو 6 أشهر من أجل تقييم حالة أعضاء البطن بأكبر قدر ممكن من الدقة. قد تنشأ أيضاً مسألة إجراء تنظير البطن التشخيصي.
ما الذي يمكن أن يؤثر على نجاح HIPEC؟
دور المريض في نتيجة HIPEC ضئيل.
الجراح مسؤول تماماً عن نجاح الإجراء. تُعتبر كل خطوة من خطوات الجراحة مهمة، بما في ذلك جودة المناورة الجراحية، ووضع منافذ التصريف، ومراقبة عمل جهاز التروية. وكما قلت من قبل، من المهم مراقبة وظائف الكلى والتخلص من خطر الجفاف قبل الجراحة. التواصل مع أطباء التخدير يلعب دوراً هاماً. يجب أن يكونوا متحدين قدر الإمكان مع فريق الجراحين الذين سيقومون بإجراء HIPEC. هذا سيسمح لأطباء التخدير أن يأخذوا في الاعتبار جميع الفروق الدقيقة المرتبطة بالمضاعفات، بما فيها مخاطر تلف الكلى.
الأمر عائد للجراحين للتأكد من أن HIPEC ناجح قدر الإمكان، لذلك لا شيء يعتمد على المريض هنا على الإطلاق.
ما هي عملية اختيار المرضى الذين يُعتبر HIPEC خيار العلاج الأمثل بالنسبة لهم؟
نحن نولي اهتماماً خاصاً للدراسة التفصيلية لكل حالة من أجل فهم ما إذا كان علاج HIPEC مناسباً للمريض.
على سبيل المثال، إذا كان الشخص لا يستطيع صعود الدَرج، فلن يتحمل مثل هذه الجراحة المعقدة. ليس هناك فائدة من القيام بها. من المهم جداً بالنسبة لنا أن يفهم المريض وعائلته في البداية العلاج الذي سيحصلون عليه والمخاطر المرتبطة به.
وكما ذكرت في بداية حديثنا، يجب أن يتوافق تشخيص المريض مع مؤشرات HIPEC. نقوم بمراجعة حالته السريرية في مجلس الأورام متعدد التخصصات بمشاركة أخصائيي الأشعة، وأطباء الأورام، وأطباء الجهاز الهضمي، وأطباء أمراض النساء. هذه ممارسة شائعة الآن في علاج الأورام. أنا شخصياً لا أقرر ما إذا كان سيتم إجراء جراحة لمريض أم لا، ولكنه قرار مشترك للجنة الطبية.
عند العمل مع مرشح لـ HIPEC، نحتاج إلى فحوصات CT أو MRI حديثة للصدر والبطن، والتي يجب إجراؤها بما لا يزيد عن 4 أسابيع قبل زيارة المريض إلى المستشفى. من المُستحسن أن يُزودنا المريض بجميع المستندات الطبية اللازمة، مثل معلومات عن جراحة السرطان السابقة، والتقارير الطبية، والأدوية السابقة، والحساسية، إلخ. مع أخذ هذه المعلومات في الاعتبار، يمكننا تقييم حالة المريض بشكل شامل. إذا كان HIPEC مناسباً للمريض، فسنخبره عن الإجراءات الجراحية المحددة التي سيتم إجراؤها أثناء العملية.
وكما قلت، هناك بعض الصعوبات في هذه المرحلة. لا يمكننا تزويد المريض بمعلومات دقيقة عن مدى الجراحة القادمة لأننا قد نجد بؤر سرطانية جديدة بعد فتح تجويف البطن والتي لم تُظهرها فحوصات CT و MRI. بالطبع، كثير من الناس يكونون مرتبكين بصراحة في هذه المرحلة. إذا لزم الأمر، قد نقوم بإجراء تنظير البطن التشخيصي، والذي بناءً على نتائجه يمكننا التنبؤ بشكل أكثر دقة بالنتيجة المحتملة للجراحة.
ما هي التطورات التي تم إحرازها في استخدام HIPEC في السنوات الأخيرة؟ وكيف أثرت على نتائج العلاج؟
عندما تم إدخال HIPEC لأول مرة في الممارسة السريرية، تم استخدامه للمرضى في المرحلة التلطيفية من مرضهم. وفي الوقت الذي تم فيه وصف HIPEC، كان المريض قد خضع بالفعل لجميع العلاجات الممكنة. كان معظم هؤلاء المرضى في حالة صحية عامة سيئة وغالباً ما تم تشخيص إصابتهم بعدد كبير من بؤر الورم في تجويف البطن.
في عملية استخدام HIPEC، أصبح من الواضح أنه مع الاختيار المناسب للمرضى، من الممكن تحسين التوقعات وجودة الحياة بشكل كبير في كثير من الحالات. هناك حالات يمكن فيها شفاء المرضى تماماً. هذا هو ما تدور حوله جراحة الاختزال الخلوي مع HIPEC. في الواقع، هذا هو الإجراء الشفائي الوحيد للداء السرطاني الصفاقي المنتشر، في حين أن جميع التقنيات الأخرى تكون تلطيفية.
من الواضح أنه كلما قل عدد بؤر السرطان في تجويف البطن، كلما كانت نتائج HIPEC أفضل. حالياً، يتم دمج HIPEC بنشاط مع إجراءات علاجية أخرى، وخاصة العلاج الكيميائي الجهازي. على سبيل المثال، يتم استخدام العلاج الكيميائي الجهازي للإعطاء بعد الجراحة لإزالة ورم القولون والمستقيم، إذا تبين أن العقد اللمفاوية قد تأثرت. اليوم، يتلقى كل مريض العلاج الكيميائي الجهازي المساعد بعد HIPEC، وهو جزء من البروتوكول السريري القياسي.
نعلم أيضاً أنه في المراحل المتقدمة من سرطان القولون والمستقيم (ورم خبيث يمتد إلى ما وراء القولون)، من المحتمل جداً أن تنفصل بعض الخلايا السرطانية وتنتشر في جميع أنحاء تجويف البطن. وفي مرحلة ما، قد يؤدي هذا إلى الداء السرطاني الصفاقي المنتشر، والذي فيه يكون هناك خطر كبير لتورط المعدة في العملية الخبيثة.
متخصصو الرعاية الصحية يعملون الآن على جعل HIPEC خياراً علاجياً مساعداً في المستقبل. لن نضطر إلى الانتظار حتى ينمو الورم مرة أخرى، وسيتم إحالة المريض لإجراء جراحة أخرى. بعد الجراحة المعوية، نحدد أنه كان ورم متقدم وأنه لا يتطلب علاجاً جهازياً فحسب، بل يتطلب أيضاً HIPEC لعلاجه.
لقد تعلمنا أيضاً بعض الحقائق الجديدة عن HIPEC. على سبيل المثال، استخدم الأطباء في أمريكا الشمالية وأوروبا أدوية علاج كيميائي مختلفة. وقد سمح لنا هذا باستنتاج أن Oxaliplatin، الذي كان يُستخدم على نطاق واسع في أوروبا لعلاج الداء السرطاني الصفاقي المنتشر، ليس فعالاً جداً لسرطان القولون والمستقيم. لقد تغيرت مدة HIPEC أيضاً. على سبيل المثال، قبل بضع سنوات، كان HIPEC لسرطان القولون والمستقيم 30 دقيقة فقط، وفي مرحلة ما كان من الضروري الاعتراف بأن العلاج قد فشل.
مدة HIPEC الآن 90 دقيقة. يتم استخدام دواء مثبط للخلايا مختلف، Mitomycin C. لذلك هناك الكثير من التغييرات في استخدام HIPEC، وهذه ليست النهاية بعد. نحن نعمل جاهدين لتحسين هذه العملية.
في رأيي، من المُستحسن إجراء HIPEC في أقرب وقت ممكن للمريض الذي لديه مؤشرات لهذا الإجراء، لأن طريقة العلاج هذه فعالة ويمكن أن تكون مفيدة حقاً. تنفيذ الإجراء في الوقت المناسب سيُسهل عملية العلاج لكلاً من المريض والجراح، لأنه في هذه الحالة يكون التعافي أسرع بكثير ويمكن السيطرة على مرض الأورام بشكل أفضل.
هل هناك أي بدائل لـ HIPEC؟ في أي الحالات يمكن تفضيل الطرق البديلة؟
توجد حالياً ثلاث طرق رئيسية لعلاج السرطان في الطب التقليدي: الجراحة، والعلاج الكيميائي الجهازي (الإعطاء الوريدي للعلاج الكيميائي)، والعلاج الإشعاعي.
كلاً من الجراحة والعلاج الإشعاعي هي أساليب موضعية للتأثير على الورم. ليس من الممكن تشعيع البطن بشكل كامل، لذلك لا يتم الأمر بهذه الطريقة. إذا تم منع الجراحة، فإن العلاج الكيميائي يكون في نهاية المطاف خيار العلاج البديل الوحيد. عند إجراء العلاج الكيميائي، السؤال عن فعاليته دائماً ما ينشأ. العلاج الكيميائي للداء السرطاني الصفاقي المنتشر فعال بالتأكيد، ولكن السؤال هو ما مدى فعاليته؟
الآن هناك إجراء علاجي آخر يكتسب شعبية. وهو ما يُسمى بالعلاج الكيميائي بالهباء الجوي المضغوط داخل الصفاق (PIPAC). PIPAC هو إجراء طفيف التوغل. يتم إدخال قسطرة ومبزل تنظير بطني في تجويف البطن من خلال جدار البطن، وبعد ذلك، يتم رش دواء العلاج الكيميائي (كما هو الحال في HIPEC) تحت الضغط في تجويف البطن على شكل هباء جوي (رذاذ). الفرق الرئيسي هو أن PIPAC لا يتضمن إزالة الورم جراحياً.
أنا متأكد من أن المستقبل يُخبئ لنا الكثير من الاكتشافات.
اقرأ:
علاج المرحلة الرابعة من سرطان المستقيم في ألمانيا
علاج المرحلة الرابعة من سرطان المعدة في ألمانيا