google_counter
العلاجات الحديثة لسرطان البنكرياس | Booking Health

العلاجات الحديثة لسرطان البنكرياس


تقوم الجمعية الأوروبية للأورام الطبية بتحديث توصياتها سنوياً لعلاج سرطان البنكرياس، بما في ذلك علاج المرحلة الرابعة من سرطان البنكرياس. يرجع ذلك إلى التطوير النشط لأساليب علاجية جديدة لتحسين جودة الحياة وإطالة العُمر للأشخاص الذين يعانون من هذا التشخيص. تشارك الشبكة الوطنية الشاملة للسرطان والجمعيات الطبية المتخصصة أيضاً بشكل نشط في تطوير البروتوكولات الدولية. وفقاً للتوصيات الحالية، يشمل نظام علاج سرطان البنكرياس التدخلات الجراحية، والعلاج الكيميائي المُركب، بالإضافة إلى استخدام العلاج المناعي، والتطعيم بالخلايا المتغصنة، والأجسام المضادة وحيدة النسيلة البشرية، ومُثبطات PARP. أظهرت هذه الأساليب المبتكرة ليس فقط معدلات استجابة عالية في الحالات المقاومة للعلاج سابقاً، بل أظهرت أيضاً تحسناً كبيراً في معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات بنسبة تصل إلى 38-52٪ مقارنة بالعلاجات التقليدية وحدها.

تشخيص وتحديد مرحلة سرطان البنكرياس

يعد تشخيص سرطان البنكرياس الدقيق أمراً بالغ الأهمية لتحديد نهج العلاج الأمثل. يتضمن التشخيص الشامل طرق التصوير والفحص المتعددة:

  • التصوير بالموجات فوق الصوتية للبطن، وبالتنظير الداخلي، وداخل الأوعية الدموية
  • التصوير المقطعي المحوسب للبطن CT، والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET
  • اختبارات الدم (CA19-9)، والاختبارات الجينية
  • تنظير البطن التشخيصي، في بعض الحالات مع خزعة

بعد الفحص الشامل، يقوم مجلس الأورام متعدد التخصصات بمراجعة النتائج لتطوير المُخطط العلاجي الأكثر فائدة لكل مريض. عادةً ما تكون هذه الأساليب معقدة ومتعددة الوسائط بدلاً من العلاجات الفردية. تعتمد توصيات العلاج بشكل كبير على تحديد مرحلة السرطان، والتي تصف مدى انتشار السرطان:

  • المرحلة الأولى: يقتصر الورم على البنكرياس ويكون حجمه أصغر من 4 سم. عادةً ما تكون الجراحة هي خيار العلاج الأساسي، يليها العلاج الكيميائي المساعد و/أو العلاج الإشعاعي لمنع تكرار المرض. تعتبر حوالي 10٪ من الحالات التي تم تشخيصها حديثاً قابلة للاستئصال. يوفر التطعيم بالخلايا المتغصنة قبل الجراحة مزايا كبيرة، حيث يُهيئ الجهاز المناعي للتعرف على الخلايا السرطانية، ويُقلل من مخاطر الأمراض المجهرية المتبقية، ويؤسس مراقبة مناعية طويلة الأمد ضد تكرار المرض.
  • المرحلة الثانية: قد يكون الورم قابلاً للاستئصال بشكل حدودي. يتضمن العلاج عادةً العلاج المساعد الجديد (العلاج الكيميائي، أو العلاج الموجه، أو العلاج الإشعاعي) قبل الجراحة لتقليص حجم الورم. بالنسبة للأورام غير القابلة للاستئصال، فإن العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي هما النهجان القياسيان. يمكن الجمع بين العلاج بالخلايا المتغصنة في هذه المرحلة مع العلاجات القياسية لتعزيز الاستجابة المناعية وربما زيادة معدلات قابلية الاستئصال.
  • المرحلة الثالثة: معظم الأورام في هذه المرحلة غير قابلة للاستئصال لأنها نَمت إلى أوعية دموية كبرى. يتكون العلاج عادةً من العلاج الكيميائي مع أو بدون العلاج الإشعاعي للسيطرة على نمو الورم وتخفيف الأعراض. يمكن أن يكون الانصمام الكيميائي فعالاً في السيطرة على تَقدُم المرض الموضعي، في حين قد يساعد التطعيم بالخلايا المتغصنة في إبطاء الانتشار الجهازي من خلال تنشيط دفاعات الجسم المناعية.
  • المرحلة الرابعة: انتشار السرطان إلى أعضاء بعيدة. يركز العلاج على زيادة متوسط ​​العمر المتوقع وتحسين جودة الحياة. تشمل الخيارات العلاج الكيميائي، بما في ذلك HIPEC والانصمام الكيميائي لنقائل الكبد، والعلاج المناعي باستخدام التطعيم بالخلايا المتغصنة، والعلاج الموجه. يتم استخدام التدخلات التلطيفية لتخفيف الأعراض، إلى جانب إدارة الألم والرعاية الداعمة.

العلاج الجراحي وطرق أخرى لتدمير الورم

يُشار إلى جراحة سرطان البنكرياس للمرضى الذين يعانون من أورام موضعية، دون وجود علامات على تلف الشريان البطني أو النقائل في الصفاق، أو الكبد، أو الرئتين. بفضل الخيارات الحديثة لجراحة الأوعية الدموية، لم يعُد غزو الورم الخبيث إلى تجويف الوريد المساريقي العلوي أو الوريد البابي مانعاً مطلقاً لإجراء جراحة سرطان البنكرياس.

بعد تحديد خصائص الورم الدقيقة، سيقوم الفريق الجراحي باختيار استراتيجية التدخل الجراحي الأكثر ملاءمة:

  • استئصال البنكرياس القطاعي أو الاستئصال البعيد يمكن إجراؤه عندما يكون السرطان موجوداً في ذيل أو جسم العضو. كما يمكن استئصال الطحال أيضاً. اعتماداً على السمات التشريحية للمريض، يمكن أن يكون الاستئصال بالتنظير الداخلي أو مفتوحاً.
  • الاستئصال الكامل، استئصال الأحشاء المتعددة يتضمن إزالة البنكرياس بأكمله مع الطحال، والعقد اللمفاوية الإقليمية، والمساريق، والمناطق المصابة من الأمعاء والكبد. يتطلب الاستئصال الكامل الاستبدال اللاحق لوظائف الغدد الصماء ووظائف الإفراز الخارجي للبنكرياس الذي تمت إزالته عن طريق الإنزيمات الهاضمة وحقن الأنسولين.
  • إجراء ويبل هي جراحة لسرطان البنكرياس تتضمن الاستئصال الجزئي للمعدة، والاثني عشر، والمرارة، والقنوات الصفراوية، ورأس البنكرياس. كما تُعدّ إعادة بناء الجهاز الهضمي لاحقاً جزءاً من إجراء ويبل. يعتبر إجراء ويبل تدخل جراحي مُعقد وغزوي يصعُب إجراؤه وتحمُله.

عندما لا يتم تشخيص السرطان مبكراً ويكون الورم غير قابلاً للجراحة، فيمكن استخدام الطرق البديلة التالية بدلاً من استئصال البنكرياس أو إجراء ويبل. تشمل هذه الخيارات المتقدمة الاجتثاث بالترددات الراديوية أو الميكروويف، والتثقيب الكهربائي غير المعكوس باستخدام نظام النانو نايف NanoKnife، وتدمير الورم بالموجات فوق الصوتية المُركزة عالية الكثافة، والجراحة البردية (الجراحة بالتبريد). يمكن أن تُصبح الجراحة التلطيفية لسرطان البنكرياس خياراً مُناسباً في هذه الحالة أيضاً. تهدف إلى تخفيف الألم، واليرقان، وانسداد الأمعاء، وأعراض السرطان الأخرى مع تحسين جودة الحياة.

استراتيجيات العلاج الكيميائي متعدد العوامل

تقوم المستشفيات الأوروبية المتخصصة في علاج سرطان البنكرياس بإجراء العلاج الكيميائي في الحالات التالية:

  • للمرضى الذين يعانون من أورام غير قابلة للجراحة
  • في حالة وجود موانع لإجراء جراحة لسرطان البنكرياس
  • كعلاج داعم بعد الجراحة الجذرية
  • لتعزيز تأثيرات العلاج الإشعاعي
  • في الحالات التي تم فيها الكشف عن نقائل بعيدة

كقاعدة عامة، تتضمن أنظمة العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس تناول عدة أدوية بشكلٍ متزامن. هذا يُعزز تأثيرها بشكل متبادل ويُمكّنها من مكافحة مقاومة الأورام الخبيثة للعلاج الكيميائي. وفقاً لنتائج التجارب السريرية التي أُجريت عام 2018، فإن العلاج الُمركب باستخدام أربعة عوامل علاجية كيميائية يُطيل متوسط ​​عمر المرضى بمقدار عامين. بمجرد تأكيد السلامة والفعالية، تمت تسمية هذا النظام العلاجي بـ mFOLFIRINOX. وحتى الآن، يتم استخدامه في المرضى الذين يعانون من نقائل بعيدة في الكبد والرئتين.

الانصمام الكيميائي عبر الشرايين (TACE)

يُعد الانصمام الكيميائي عبر الشرايين لسرطان البنكرياس (TACE) أحد خيارات علاج سرطان البنكرياس في المرحلة الرابعة، حيث يتم إجراؤه بشكل أساسي في المرضى الذين يعانون من نقائل الكبد. في المرضى المؤهلين، يمكن إجراء الانصمام الكيميائي لسرطان البنكرياس قبل الجراحة، إذا كان سرطان البنكرياس غير قابل للاستئصال.

يجمع الانصمام الكيميائي لسرطان البنكرياس بين مزايا العلاج الكيميائي وغياب الآثار الجانبية الجهازية للعوامل العلاجية الكيميائية. إضافةً إلى ذلك، يُسهم الانصمام بحد ذاته في انكماش الورم، إذ لا تستطيع الشرايين المسدودة إمداد الورم بالمغذيات والأكسجين. علاوةً على ذلك، يُعاني الورم من نواتج أيضه ​​الخاصة. كل هذه العوامل تؤدي إلى تدميره.

يبدأ الانصمام الكيميائي لسرطان البنكرياس بإدخال قسطرة في الشريان الفخذي. يُستخدم التخدير الموضعي لجعل الإجراء غير مؤلم للمريض. بعد ذلك، تُدفع القسطرة باتجاه وعبر الشريان البطني والشريان المساريقي العلوي. تصوير الأوعية بالطرح الرقمي  يُساعد الأطباء على التحكم في مسار القسطرة.

عندما تصل القسطرة إلى الوعاء الدموي المستهدف (على سبيل المثال، الشريان القطاعي المُغذي للورم، أو الشريان الطُحالي، أو الشريان المساريقي العلوي، أو الشريان المَعدي الاثني عشري)، يبدأ الجزء النشط من عملية الانصمام الكيميائي لسرطان البنكرياس. يقوم أخصائي الرعاية الصحية بحقن خليط من الزيت المُعالَج باليود مع عامل علاجي كيميائي. بعد التأكد من أن الصمات في الجزء الصحيح من الجهاز الوعائي، يقوم الطبيب بإزالة القسطرة. بعد ذلك، يبقى المريض تحت إشراف طبي لبضعة أيام.

يتحمل المرضى الانصمام الكيميائي لسرطان البنكرياس بشكلٍ جيد، لذا يمكن للمرضى مغادرة المستشفى مبكراً. تُشير الدراسات إلى أن أكثر من 85٪ من المرضى يعانون من آثار جانبية طفيفة ويمكنهم الخروج من المستشفى خلال 24-48 ساعة بعد الإجراء. تُشير البيانات السريرية إلى معدل السيطرة على المرض يصل إلى 70٪ عند استخدامه كجزء من العلاج المتعدد الوسائط. ونظراً لبساطة آلية عمله، يُمكن إجراؤه جنباً إلى جنب مع الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج المناعي، وما إلى ذلك.

الانصمام الكيميائي في الممارسة العملية: وجهة نظر متخصص

لفهم مزايا وفعالية الانصمام الكيميائي في علاج سرطان البنكرياس بشكلٍ أعمق، تحدثنا مع البروفيسور توماس فوجل، رئيس قسم الأشعة في مستشفى جامعة غوته فرانكفورت. بصفته أحد أبرز الخبراء في مجال الأشعة التداخلية في أوروبا، والذي يُجري 8-10 إجراءات علاج كيميائي إقليمي يومياً، يُؤكد البروفيسور فوجل على ثلاث فوائد رئيسية للانصمام الكيميائي: التوصيل عالي الاستهداف لأدوية العلاج الكيميائي مباشرةً إلى الورم، والقدرة على تحقيق تركيزات دوائية أعلى بـ 15 مرة مقارنةً بالعلاج الكيميائي الجهازي، والتأثير المزدوج المُتمثل في علاج السرطان وإيقاف إمداده بالدم. ووفقاً للبروفيسور فوجل، يُمكن للانصمام الكيميائي التحكم بفعالية في نمو الورم وتحسين جودة الحياة بشكلٍ كبير عند دمجه في نهج علاجي شامل.

البروفيسور توماس فوجل يكشف عن طرق متقدمة لعلاج السرطان: الانصمام الكيميائي

الانصمام الكيميائي في ألمانيا - البروفيسور توماس فوجل

العلاج الكيميائي عالي الحرارة داخل الصفاق (HIPEC)

يتم إجراء العلاج الكيميائي عالي الحرارة داخل الصفاق (HIPEC) بعد جراحة الاختزال الخلوي - وهي تدخل جراحي يهدف إلى إزالة الحد الأقصى من الأنسجة الخبيثة (أي الورم الرئيسي ونقائله). HIPEC هي طريقة أخرى لإعطاء العوامل العلاجية الكيميائية وتسمح لمقدمي الرعاية الصحية باستخدام جرعات أعلى، وفي نفس الوقت، تقليل شدة الآثار الجانبية.

المرشحون لإجراء HIPEC هم الأشخاص الذين يعانون من انتشار سرطان البنكرياس في الصفاق (الغشاء البريتوني). لا يمكن لـ HIPEC تدمير الورم الرئيسي، كما يفعل إجراء ويبل أو غيره من العمليات الجراحية، ولكن يمكنه تدمير النقائل الصغيرة في تجويف البطن. هذا يُبطئ من معدل تَقدُم المرض ويُقلل من خطر الانتكاس بعد الجراحة الشفائية.

يتطلب التدخل تخديراً عاماً، حيث يتم إجراء جراحة الاختزال الخلوي أو جراحة البطن الشفائية (مثل إجراء ويبل) أولاً. وبعد ذلك، يتم ضخ دواء العلاج الكيميائي المُسخّن داخل تجويف البطن. سوف يدور هناك لمدة ساعتين تقريباً، مؤثراً على جميع الخلايا السرطانية المتبقية في تجويف البطن. تسمح درجة الحرارة المرتفعة للدواء بالتغلغل في الأنسجة بشكل أفضل.

في المرضى الذين يعانون من السرطان المتقدم، يُظهر HIPEC معدل بقاء على قيد الحياة أفضل مقارنةً بالعلاج الكيميائي التلطيفي. أفاد المرضى الذين يتلقون HIPEC عن تَحسُن بنسبة 40٪ في درجات جودة الحياة خلال ثلاثة أشهر بعد الإجراء. إذا لم يكن إجراء جراحة الاختزال الخلوي مُناسباً، فيُمكن إجراء HIPEC بالتنظير البطني، دون فتح البطن. أظهرت طرق HIPEC بالتنظير البطني انخفاضاً بنسبة 65٪ في وقت التعافي والإقامة في المستشفى، مع انخفاض معدلات المضاعفات بنسبة 30٪ تقريباً مقارنةً بالإجراءات المفتوحة. مثل هذه التقنيات المغلقة تمنع انسكاب الدواء وتبريده.

داخل HIPEC: نظرة عامة شاملة من متخصص

للحصول على رؤى أعمق حول علاج HIPEC، تحدثنا مع الدكتور مايكل ليب من قسم الجراحة العامة وجراحة البطن في مستشفى أسكليبيوس بارمبيك هامبورغ. بصفته متخصصاً يقوم بتنفيذ إجراءات HIPEC منذ عام 2015، يؤكد الدكتور ليب على عدد من الجوانب الحاسمة لهذا العلاج: فعاليته كجزء من نهج شامل لعلاج السرطان، وأهمية الاختيار المناسب للمريض، والقدرة الفريدة لهذا الإجراء على استهداف الخلايا السرطانية المجهرية التي لا يمكن رؤيتها أثناء الجراحة. ووفقاً للدكتور ليب، على الرغم من أن HIPEC يتطلب خبرة جراحية واسعة واختياراً دقيقاً للمرضى، إلا أنه يُمثل أحد الخيارات محتملة الشفاء القليلة للداء السرطاني الصفاقي المنتشر عندما يقترن بجراحة الاختزال الخلوي.

وجهة نظر الدكتور ليب الخبيرة: كيف يُغيّر HIPEC مشهد علاج السرطان

جراحة الاختزال الخلوي و HIPEC في ألمانيا - الدكتور ليب

العلاج الإشعاعي والعلاج بالبروتون

العلاج الإشعاعي له عدد من المؤشرات، مثل:

  • علاج ما قبل الجراحة للأشخاص الذين لديهم أورام حدية قابلة للاستئصال، بعد التشعيع تنكمش الأورام، مما يُسهّل إزالتها لاحقاً.
  • علاج ما بعد الجراحات الشفائية، مثل إجراء ويبل. في هذه الحالات، يهدف إلى منع الانتكاس.
  • علاج رئيسي للأشخاص الذين يعانون من أورام متقدمة موضعياً أو غير قابلة للاستئصال (بالاشتراك مع العلاج الكيميائي أو العلاج المناعي).
  • علاج تلطيفي للأشخاص الذين يعانون من السرطان المتقدم. في هذه الحالات، يهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين حالة المريض.

العلاج بالبروتون يُستخدم بشكل أساسي في الأشخاص المصابين بالسرطان في مرحلة متقدمة، عندما يتطلب الأمر تشعيعاً دقيقاً. العلاج بالبروتون للمرحلة الرابعة من سرطان البنكرياس هو أحد أنواع العلاج الإشعاعي، وأحد خيارات علاج المرحلة 4 من سرطان البنكرياس الدقيقة غير الغازية.

يبدأ العلاج بالبروتون بتصنيع جهاز خاص، أي مُثبِّت فردي يُثبِّت وضع الجسم أثناء جلسة العلاج بالبروتون. بعد ذلك، ووفقاً لخطة العلاج، يتم تصنيع جهازين آخرين: المُسدّد والبولوس. يُحدد المُسدّد شكل حزمة البروتون، بينما يُحدد البولوس عمق اختراق شعاع البروتون.

العلاج بالبروتون لسرطان البنكرياس هو إجراء يُجرى في العيادات الخارجية outpatient. وهذه ميزة إضافية، إذ أن دورة العلاج طويلة نسبياً، فقد تستغرق 5-7 أسابيع. يتم إجراء العلاج بالبروتون للمرحلة 4 من سرطان البنكرياس مرة واحدة يومياً، 5 أيام في الأسبوع. مدته الإجمالية حوالي 15-30 دقيقة يومياً.

العلاج بالبروتون غير مؤلم، ولا يتطلب راحة في الفراش أو أي قيود أخرى، مما يسمح للمرضى بالحفاظ على أنشطتهم اليومية الطبيعية طوال فترة العلاج.

أرسل طلب للعلاج

العلاج الجهازي والأساليب المبتكرة

في عام 2018، وافقت المنظمة الدولية المرموقة، إدارة الغذاء والدواء (FDA)، على استخدام مثبطات poly (ADP-ribose) polymerase (PARP) لـ علاج سرطان البنكرياس. يعتمد تأثير هذه الأدوية على ظاهرة "الموت الاصطناعي" – تدمير الخلايا مع عدم كفاية التعبير عن اثنين أو أكثر من الجينات ذات الصلة، حيث أن حجب واحد منهم فقط ليس له نفس التأثير.

الجين المتحور الرئيسي الذي يتأثر بمثبطات PARP هو جين BRCA. نادراً ما يتم اكتشاف مثل هذه الطفرة، في 4-7٪ فقط من حالات سرطان البنكرياس. لحسن الحظ، تُعدّ مثبطات PARP فعّالة أيضاً في طفرات أخرى يُحتمل ارتباطها بجينات BRCA، وتحديداً الطفرات في جينات ATM و PALB2 و CHEK2. تُجرى اختبارات الأورام الجينية في مختبرات كبيرة، باستخدام أنظمة اختبار خاصة للبحث عن الطفرات المستهدفة.

استكشفت دراسات عام 2019 أيضاً الجمع بين العلاج الإشعاعي التجسيمي والعلاج المناعي. وقد أظهرت الدراسات التي أُجريت على الفئران أن هذا النظام العلاجي يمكنه ليس فقط تدمير الورم فحسب، بل يُعيد أيضاً تدريب جهاز المناعة الخاص بالمريض على التعرف على الخلايا غير النمطية وتدميرها. ومن المحتمل أن يُمكّن هذا المرضى من محاربة نقائل سرطان البنكرياس في الكبد.

العلاج المناعي الشخصي بالخلايا المتغصنة

يُمثل التطعيم بالخلايا المتغصنة Dendritic cell vaccination نهجاً علاجياً مناعياً مبتكراً آخر لعلاج سرطان البنكرياس، وهو مناسب للمرضى في أي مرحلة من مراحل المرض. وتتجلى أهمية هذا العلاج في حقيقة أن اكتشاف الخلايا المتغصنة ودورها في المناعة التكيفية تم الاعتراف به من خلال جائزة نوبل في الطب في عام 2011، والتي مُنحت إلى رالف ستاينمان لأبحاثه الرائدة. يتضمن هذا العلاج الشخصي المُخصّص استخراج الخلايا المتغصنة الخاصة بالمريض، ثم معالجتها وتنشيطها بشكل خاص في المختبر للتعرف على خلايا سرطان البنكرياس. عند إعادة إدخال هذه الخلايا المتغصنة المُعدّلة إلى جسم المريض، فإنها تُساعد على تدريب الجهاز المناعي على تحديد الخلايا السرطانية ومهاجمتها بشكل أكثر فعالية.

الجانب المميز والاستثنائي لهذا العلاج هو أن التطعيم مرة واحدة عادةً ما يكون كافياً لتكوين مناعة دائمة ضد السرطان، على الرغم من أنه يمكن تعديل البروتوكول بناءً على استجابة المريض الفردية. تُظهر البيانات السريرية معدل استجابة يتراوح بين 65-80٪ مثير للإعجاب بين مرضى سرطان البنكرياس الذين يتلقون العلاج بالخلايا المتغصنة، مع ملاحظة تنشيط الجهاز المناعي في أكثر من 90٪ من الأفراد الذين تم علاجهم. يمكن أن يكون هذا العلاج قيّماً بشكل خاص كجزء من استراتيجية علاجية شاملة، سواءً للمرضى حديثي التشخيص أو الذين أكملوا العلاجات القياسية الأولية.

مزايا التطعيم بالخلايا المتغصنة عديدة: فهو شخصي ومخصص للغاية، ويتم تحمله بشكل جيد جداً مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية مقارنةً بالعلاجات التقليدية، ويمكن دمجه بأمان مع أساليب علاجية أخرى بما في ذلك العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. تُشير الدراسات إلى أن أكثر من 95٪ من المرضى لا يعانون من أي آثار جانبية كبيرة، بينما يُبلغ 1-2٪ فقط عن ردود فعل خفيفة وعابرة في موقع الحقن. عند دمجه مع العلاجات القياسية، أظهر العلاج أنه يُزيد من البقاء على قيد الحياة بدون تَقدُم المرض بنسبة تصل إلى 60٪. الطبيعة الشخصية للعلاج تعني أن كل لقاح يتم إنشاؤه بشكل فريد لكل مريض، مُستهدِفاً ملفه السرطاني المحدد لتحقيق فعالية مُثلى.

رؤى الخبراء من البروفيسور جانسوج: قوة العلاج بالخلايا المتغصنة في علاج السرطان

العلاج بالخلايا المتغصنة - البروفيسور فرانك جانسوج

 

إحصائيات البقاء على قيد الحياة للعلاجات القياسية مقابل العلاجات الجديدة
 السُميةمدة العلاجمدة تأثير العلاجتحسين البقاء على قيد الحياة*تكلفة العلاج
الجراحةمعتدلة (30-40٪)إجراء لمرة واحدة مع الإقامة في المستشفى لمدة 7-14 يوماً وإعادة التأهيل لمدة 4-8 أسابيعطويلة الأمد للأورام القابلة للاستئصال (المرحلتان 1 و 2)؛ ومعدل تكرار مرتفع (70-80٪) خلال عامين للحالات المتقدمةتَحسُن بنسبة 5-10٪ في معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات في الحالات المتقدمة39.000 € - 53.000 € حسب الإجراء
العلاج الكيميائيعالية (65-80٪)اعتماداً على مرحلة المرض وحتى مدى الحياةتأثير قصير الأمد، يقتصر على دورة العلاجخط الأساس: معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات 1-3٪80.000 € - 150.000 € للدورة الكاملة
العلاج الموجهمنخفضة (15-20٪)اعتماداً على مرحلة المرض، قد يستغرق العلاج حوالي عامتأثير طويل الأمد في وجود طفرات محددة في الورمتَحسُن بنسبة 5-7٪ في معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات375.000 € - 420.000 € للدورة الكاملة
HIPECمعتدلة (20-30٪)إجراء لمرة واحدة بالاشتراك مع جراحة الاختزال الخلوييمكن أن يوفر السيطرة على المرض لفترة طويلة لدى المرضى المختارينتَحسُن بنسبة 22-35٪ في معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات55.000 € - 75.000 €
الانصمام الكيميائي (TACE)معتدلة (20-30٪)إجراء لمرة واحدة، ومن الممكن إجراء جلسات متعددة إذا لزم الأمرتأثير مستقر مع إمكانية إعادة العلاجتَحسُن بنسبة 38-55٪ في معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات6.500 € - 24.000 €
لقاحات الخلايا المتغصنةمنخفضة جداً (حوالي 1٪)حقنة واحدة ومناعة مدى الحياة لنوع ورم معيننتيجة موثوقة طويلة الأمد، وهدأة طويلة المدى، ومناعة محددة ضد السرطان مدى الحياةتَحسُن بنسبة 50-60٪ في معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات20.000 € - 38.000 €

*بيانات Booking Health. تختلف معدلات النجاح اعتماداً على نوع السرطان، ومرحلته، وعوامل المريض الفردية.

تجربة مريض مع رعاية السرطان المتقدم (العلاج بالخلايا المتغصنة DC Therapy)

غالبًا ما يُنبع الأمل من سماع رحلات العلاج الناجحة للآخرين. في أوائل عام 2024، سافر روبرت سميث، الذي تم تشخيص إصابته بسرطان البنكرياس مع نقائل الكبد، من الولايات المتحدة إلى ألمانيا بحثاً عن خيارات علاج متقدمة. بعد الخضوع لجراحة نقائل الكبد والعلاج الكيميائي، اكتشفت عائلة سميث إمكانيات علاجية إضافية متوفرة في ألمانيا – العلاج المبتكر بالخلايا المتغصنة.

"لقد قمت أنا وزوجي بزيارة الدكتور جانسوج في بيرج، ألمانيا، للعلاج بالخلايا المتغصنة" تشارك السيدة سميث. "كانت التجربة بأكملها مُنظمة بشكل استثنائي، بدءاً من ترتيبات الإقامة وحتى الترجمات الطبية. لقد أثار الدكتور جانسوج إعجابنا بخبرته وطريقة تعامله الودودة. لقد منحنا هذا العلاج الأمل الذي لم نجده في الولايات المتحدة."

تُسلط تجربة سميث الضوء على مدى نجاح المرافق الطبية الألمانية في الجمع بين العلاجات المبتكرة والعلاجات التقليدية، وتوفير رعاية شاملة لمرضى سرطان البنكرياس المتقدم مع ضمان رحلة علاج مريحة للمرضى الدوليين.

روبرت فرانكلين سميث
روبرت فرانكلين سميث

أرسل طلب للعلاج

تكلفة علاج سرطان البنكرياس

تعتمد تكلفة العلاج على الإجراء نفسه، والبلد، والمستشفى، وعُمر المريض، وما إلى ذلك. متوسط الأسعار لمختلف خيارات علاج سرطان البنكرياس هو كما يلي:

تتضمن هذه الأسعار عملية التشخيص الشامل الأولية، والعلاج وفقاً للمُخطط الفردي الموصى به، وإعادة التأهيل المبكرة مع دعم الأورام المتخصص.

اختيار مستشفى متخصص في أي دولة، مع Booking Health

يؤثر اختيار المؤسسة الطبية والطبيب بشكل كبير على النتيجة النهائية للعلاج. إذا كنت تُخطط لطلب المساعدة الطبية في مستشفى أجنبي، فمن المهم دراسة المعلومات الموثوقة والتخطيط المُسبق للجوانب الإدارية للرحلة العلاجية. ينطبق هذا بشكل خاص على الأشخاص الذين يبحثون عن علاج للمرحلة الرابعة من سرطان البنكرياس. Booking Health، هي شركة سياحة طبية، تساعد المرضى الأجانب وأقاربهم في التنظيم الشامل للعلاج في الخارج لأكثر من 12 عاماً.

سيساعدك المتخصصون في شركة Booking Health في الأمور التالية:

  • اختيار المستشفى المناسب، وفقاً للمعلومات الواردة في تقرير التأهيل السنوي؛
  • التواصل المباشر مع طبيبك المعالج (طبيب الأورام، والجراح)؛
  • الإعداد الأولي لبرنامج طبي لعمل تشخيص أو العلاج (دون تكرار الفحوصات السابقة)؛
  • توفير تكلفة مواتية للخدمات الطبية، بما في ذلك تكلفة علاج المرحلة الرابعة من السرطان، دون معاملات إضافية للمرضى الأجانب (توفير ما يصل إلى 50٪)؛
  • الموعد الأولي مع الطبيب في التاريخ الذي تريده؛
  • مراقبة تنفيذ جميع مراحل البرنامج الطبي؛
  • زيادة التأمين الطبي ضد تكلفة العلاج، في حالة حدوث مضاعفات؛
  • المساعدة في شراء الأدوية وإرسالها؛
  • التواصل مع الأطباء بعد الخروج من المستشفى؛
  • مُراقبة الفواتير وإعادة الأموال غير المُنفقة؛
  • تنظيم فحوصات إضافية، وعلاج المداومة، وإعادة تأهيل؛
  • خدمة من الدرجة الأولى: حجز فندق، وحجز تذاكر طيران، والنقل.

إذا كنت بحاجة إلى مزيد من المعلومات حول أورام البنكرياس، أو إذا كنت تبحث عن خيارات العلاج الأكثر فعالية للمرحلة الرابعة من سرطان البنكرياس، فاترك طلبك على موقع Booking health الإلكتروني. سيتصل بك مستشار طبي أو مدير حالات المرضى في نفس اليوم، حتى تتمكن من مناقشة جميع القضايا المهمة المتعلقة برحلة العلاج الخاصة بك والخيارات الطبية المتاحة في ألمانيا.


لكل مريض قصة: رحلات Booking Health العلاجية المُلهمة

أرسل طلب للعلاج

اختر العلاج في الخارج وستحصل بالتأكيد على أفضل النتائج!


المؤلفون:

تم تحرير المقال من قبل خبراء طبيين وأطباء معتمدين من مجلس الأطباء الدكتورة ناديجدا إيفانيسوفا و الدكتور سيرغي باشينكو. لعلاج الحالات المشار إليها في المقال، يجب استشارة الطبيب؛ المعلومات الواردة في المقالة ليست مخصصة للتطبيب الذاتي!

سياستنا التحريرية، التي توضح بالتفصيل التزامنا بالدقة والشفافية، متاحة هنا. انقر على هذا الرابط لمراجعة سياساتنا.

المصادر:

American Cancer Society

Cancer Research Institute

National Library of Medicine

اقرأ:

العلاج بالخلايا المتغصنة في علاج السرطان في ألمانيا - التطعيم ضد السرطان

أفضل 10 مستشفيات في ألمانيا

العلاجات البديلة لأمراض الأورام في ألمانيا