يُعد سرطان الثدي Breast cancer واحداً من أكثر الأورام الخبيثة شيوعاً لدى النساء حول العالم. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية [1]، تم تشخيص أكثر من 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي في عام 2020 وحده، وتوفيت ما يقرُب من 685.000 امرأة بسبب المرض عالمياً في العام نفسه [2]. وعلى الرغم من التقدم في الطب، تظل أورام الثدي سبباً رئيسياً للوفيات المرتبطة بالسرطان بين النساء، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التشخيص المتأخر.
في المراحل المبكرة، غالباً لا تُسبب الخلايا السرطانية في أنسجة الثدي أعراضاً ملحوظة. هذا يجعل الكشف في الوقت المناسب صعب بشكل خاص – لكنه في الوقت نفسه أمر بالغ الأهمية. عند تشخيص سرطان الثدي مبكراً، يتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات 90٪ [3]. ومع ذلك، بمجرد زيادة حجم الورم أو انتشار المرض إلى العقد اللمفاوية القريبة أو أعضاء بعيدة، يُصبح العلاج أكثر تعقيداً، وتنخفض معدلات البقاء على قيد الحياة بشكلٍ كبير.
لمساعدة النساء على اكتشاف المرض مبكراً، سنصف الأعراض الأكثر شيوعاً، ونشرح التغيرات التي يجب الانتباه لها، ونساعدك على فهم مخاطر سرطان الثدي الشخصي لديك. إن التعرّف على أعراض سرطان الثدي في مرحلة مبكرة يعتبر الطريقة الأكثر فعالية لتحسين نتائج العلاج، والحفاظ على جودة الحياة، بل وحتى إنقاذ الأرواح.
الأعراض العامة لسرطان الغدة الثديية (سرطان الثدي)
سرطان الغدة الثديية Mammary gland cancer أو أورام الغدة الثديية Mammary gland tumors، هي أورام خبيثة تتشكل من الخلايا الظهارية لأنسجة الثدي. وكما هو الحال مع العديد من السرطانات، غالباً ما تظهر أعراضه بصمت وقد تكون خفية في المراحل المبكرة. ومع ذلك، مع نمو الورم، تُصبح العلامات أكثر وضوحاً، خاصةً إذا قامت النساء بإجراء فحص ذاتي بانتظام وحضور فحوصات الكشف عن الأمراض. إن فهم النطاق الكامل لأعراض أورام الثدي أمراً ضرورياً للكشف عنها في الوقت المناسب والحصول على علاج فعال.
فئات الأعراض
لتبسيط عملية الكشف، يمكن تصنيف أعراض أورام الثدي إلى ثلاث فئات رئيسية: تغيرات مرئية، وعلامات ملموسة، وأعراض ذاتية (حِسية).
العلامات المرئية لأورام الثدي
هذه تغيرات يمكنك رؤيتها بالعين المُجردة وغالباً ما تكون من بين أولى العلامات التحذيرية لسرطان الثدي التي يتم ملاحظتها أثناء الفحص الذاتي أو الفحص من قِبل الطبيب:
- تغيرات في شكل أو حجم الثدي: قد يبدو أحد الثديين أكبر، أو أعلى، أو أكثر تشوهاً من الآخر بشكل ملحوظ. مع أن عدم التناسق الطبيعي شائع، إلا أنه من الضروري تقييم أي تغير حديث.
- تغيرات الجلد: ابحثي عن تغمُز (ترصع)، أو تورم، أو سماكة، أو ملمس يُشبه قشر البرتقال (peau d'orange). قد يُشير هذا إلى تسلل الورم إلى الأوعية الليمفاوية أو الأنسجة المحيطة.
- احمرار أو طفح جلدي: خاصةً حول هالة الحلمة، قد يكون الاحمرار المستمر أحد أعراض سرطان الثدي الالتهابي، وهو شكل نادر ولكنه عدواني من المرض.
- تغيرات الحلمة: الانكماش (السحب للداخل)، أو الدوران، أو التقشر قد يشير إلى تورط أعمق للخلايا السرطانية.
- تقرحات أو جروح مفتوحة: في المراحل المتأخرة، قد تتقرح بعض أورام الثدي، مما يؤدي إلى نزيف أو آفات غير قابلة للشفاء.
مرض باجيت في الثدي، وهو نوع فرعي نادر، يتجلى على النحو التالي:
- بقع حمراء متقشرة، أو قُرح على الحلمة والهالة المحيطة بها
- حكة، أو حرقان، أو رشح حول الحلمة
غالباً ما يتم تشخيص هذه الحالة بشكل خاطئ على أنها إكزيما ولكنها قد تكون أحد أعراض سرطان الثدي الكامن. [4]
العلامات الملموسة لسرطان الثدي
غالباً ما يكشف الجس عن وجود كتل غير طبيعية قبل حدوث تغييرات مرئية. قد تتمكن النساء اللواتي يفحصن ثدييهن بانتظام من اكتشاف سرطان الثدي مبكراً من خلال التعرف على هذه التغييرات:
- كتل أو عُقيدات: هذه هي العلامات الأكثر شيوعاً لسرطان الثدي لدى النساء. عادةً ما تكون صلبة، وغير منتظمة، وغير متحركة. لا تُعتبر كل الكتل سرطانية، لكن أي كتلة جديدة أو مستمرة يجب تقييمها.
- تغيرات في حركية الغدة: في بعض الحالات، قد يتحرك الثدي المصاب بشكل غير طبيعي أو يبدو "ثابتاً" بسبب ارتباط الورم بالهياكل الكامنة.
- أنسجة سميكة أو تصلب مُنتشر: على عكس الكتل الفردية، تنتشر بعض الأورام الخبيثة بشكل مُشتت، مما يجعل ملمس المنطقة بأكملها صلب وغير متساوي.
- تضخم العقد اللمفاوية: قد يُشير تضخم العقد الإبطية (تحت الإبط)، أو فوق الترقوة (فوق عظم الترقوة)، أو العنقية إلى انتشار الورم حتى قبل الشعور بوجود كتلة.
قد لا تظهر أعراض واضحة على أورام الثدي التي تقل عن 2 سم في الحجم (T1 وفقاً لتصنيف TNM). ورغم ذلك، مع الفحص الذاتي الشهري المنتظم، يمكن غالباً اكتشاف حتى الأورام الصغيرة مبكراً. [5]
الأعراض الذاتية (الحِسية)
وهذه تعتمد على ما تشعر به المرأة. على الرغم من أنها أقل تحديداً، إلا أنه لا ينبغي تجاهلها:
- حكة أو إحساس بالحرقان في منطقة الثدي أو الحلمة
- شعور بعدم الارتياح أو الضيق، غالباً ما يتم الخلط بينها وبين أعراض ما قبل الحيض
- ألم في الثدي أو تحت الإبط: في حين أن سرطان الثدي المبكر لا يُسبب ألم عادةً، إلا أن أشكال معينة، مثل سرطان الثدي الالتهابي أو أورام الثدي المتقدمة، قد تُسبب ألماً بسبب تمدد الجلد، أو الوذمة، أو نخر الأنسجة
- حُمى، وتعب، وغثيان: هذه العلامات التي تشير إلى تسمم جهازي تظهر عادة في مراحل متقدمة، عندما تدخل خلايا الورم إلى مجرى الدم أو تُسبب التهابات
من المهم ملاحظة أن أعراض سرطان الثدي ليست دائماً شديدة أو مُثيرةً للقلق. في الواقع، يتم اكتشاف ما يصل إلى 10٪ من سرطانات الثدي من خلال التصوير دون أي أعراض جسدية على الإطلاق. [3, 4]
أعراض غير نمطية
بعض أشكال سرطان الثدي لا تظهر مع كتلة واضحة. بدلاً من ذلك، قد تُحاكي حالات حميدة أو أمراض التهابية. وهذه تشمل ما يلي:
- سرطان الثدي الالتهابي: سرطان سريع النمو حيث يُصبح الثدي أحمر اللون، ومتورم، ودافئ. غالباً ما يُخطئ البعض في تشخيصه على أنه عدوى.
- أورام الثدي المُنتشرة: الثدي بأكمله قد يبدو أكثر صلابة أو أثقل دون وجود كتلة محددة.
- الآفات الإكزيمية (مرض باجيت): قد يُشخص خطأً على أنه التهاب الجلد أو تهيج الجلد.
لماذا يُعد التَّعَرُّف على الأعراض مبكراً أمراً مهماً
في حين أن بعض الأورام الخبيثة تنمو ببطء، فإن البعض الآخر ينتشر بسرعة وينشر نقائل إلى العظام، أو الكبد، أو الرئتين، أو الدماغ. كلما تم اكتشاف الخلايا السرطانية مبكراً، كلما زادت فرص إجراء الجراحة المُحافظة على الثدي والتعافي الكامل. تؤجل العديد من النساء طلب الرعاية بسبب الخوف أو المعلومات المغلوطة، لكن الكشف والتدخل المبكر يظلان أقوى الأدوات في مكافحة أورام الثدي.
إذا لاحظتِ أياً من هذه الأعراض أو التغيرات، استشيري طبيباً بسرعة – حتى لو بدت التغييرات طفيفة. يظل التشخيص المبكر هو مفتاح النجاة ونجاح العلاج.
متى تزورين الطبيب
أحد المفاهيم الخاطئة الأكثر خطورة حول سرطان الثدي هو الاعتقاد بأنه يُسبب دائماً ألم أو شعور ملحوظ بعدم الارتياح في وقت مبكر. في الواقع، معظم العلامات المبكرة لسرطان الثدي تكون خفية، والانتظار حتى ظهور الألم قبل طلب المساعدة يمكن أن يؤدي إلى تأخير التشخيص وتطور المرض بشكل أكثر عدوانية. إذا لاحظتِ أي تغيرات غير عادية في ثدييك – حتى لو بدت بسيطة أو غير مؤلمة – من الضروري استشارة الطبيب بدون تأخير.
العلامات التحذيرية لسرطان الثدي التالية يجب أن تستدعي عناية طبية فورية:
- كتل جديدة أو مناطق صلبة في الثدي أو تحت الإبط
- تغيرات في الحلمة، بما في ذلك التراجع (السحب للداخل)، أو التقشر، أو طفح جلدي لا يلتئم
- إفرازات غير طبيعية من الحلمة، خاصةً إذا كانت دموية أو تحدث دون الضغط عليها
- تغيرات الجلد مثل التغمُز،أو السماكة، أو الإحمرار، أو ملمس قشر البرتقال (Peau d'orange)
- عدم التناسق المفاجئ، مثل أن أحد الثديين يبدو أكبر، أو أعلى، أو أكثر صلابة من الآخر
- حكة مستمرة، أو تورم، أو إحساس بالحرقان في الثدي
- تورم العقد اللمفاوية تحت الإبط أو فوق عظم الترقوة
- جرح أو قرحة غير قابلة للشفاء في الثدي
حتى لو لم تُسبب هذه العلامات أي إنزعاج، فقد تُشير إلى وجود خلايا سرطانية أو أورام ثديية كامنة. المرحلة المبكرة من السرطانات غالباً ما تكون قابلة للعلاج بأساليب أقل توغلاً، بما في ذلك الجراحة المُحافظة على الثدي والعلاج الموجه. ومع ذلك، تأجيل التقييم يمكن أن يؤدي إلى نمو الورم، وتورط الجلد، وانتشار الخلايا الخبيثة إلى أعضاء أخرى.
من المهم بشكلٍ خاص استشارة طبيب إذا كنتِ فوق سن الأربعين ولم تخضعي لفحص الثدي السريري أو تصوير الثدي الشعاعي حديثاً. إن إجراء فحوصات منتظمة إلى جانب اليقظة بشأن التغيرات التي تطرأ على جسمك يوفر أفضل فرصة لعلاج سرطان الثدي مبكراً – عندما تكون النتائج أكثر ملاءمة وخيارات العلاج أوسع.
تذكري: كونك حذرة يمكن أن يُنقذ حياتك. إذا شعرتِ بشيء غير طبيعي، فلا تنتظري – قومي بفحصه.
خطوات التشخيص بعد ظهور الأعراض
إذا اشتبهتِ أنتِ أو طبيبك في إصابتك بسرطان الثدي بناءً على الأعراض، الخطوة التالية هي بدء سلسلة من الإجراءات التشخيصية لتأكيد وجود الورم، وتحديد نوعه، وتقييم مدى تقدمه. يُعد الكشف المبكر أمراً أساسياً لإدارة خطر تقدُم سرطان الثدي، كما أن تشخيص سرطان الثدي الدقيق يُسهم في ضمان نجاح العلاج والبقاء على قيد الحياة على المدى الطويل.
اختبارات التصوير لاكتشاف سرطان الثدي مبكراً
الخط الأول للتشخيص يشمل أدوات تصوير مُصممة للكشف عن التغيرات الهيكلية في أنسجة الثدي:
- تصوير الثدي الشعاعي: هذا التصوير بالأشعة السينية منخفضة الجرعة هو المعيار الذهبي للفحص المبكر لسرطان الثدي. يساعد على تحديد أورام الثدي الصغيرة التي يصل حجمها إلى بضعة ملليمترات، حتى قبل ظهور أعراض. في العديد من البلدان، تُنصح النساء فوق سن الأربعين بالخضوع لتصوير الثدي الشعاعي الروتيني مرة كل سنة أو سنتين.
- الموجات فوق الصوتية: يُستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية عادةً بالاشتراك مع تصوير الثدي الشعاعي، ويُساعد على التمييز بين الأورام الخبيثة الصلبة والتكيسات المملوءة بالسوائل. إنه مفيد بشكل خاص للنساء الأصغر سناً مع أنسجة ثدي أكثر كثافة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي صوراً عالية الدقة ويُستخدم عندما تكون نتائج تصوير الثدي الشعاعي أو الموجات فوق الصوتية غير حاسمة. كما أنه مفيد لتقييم مدى انتشار المرض لدى المريضات المُشخَّصات بسرطان الثدي بالفعل.
تساعد طرق التصوير هذه في اكتشاف الكتل غير الطبيعية وتوجيه الخطوة التالية – الخزعة.

الخزعة: تأكيد وجود خلايا سرطانية
الخزعة هي إجراء يتم فيه إزالة عينة صغيرة من الأنسجة من المنطقة المشتبه بها وفحصها تحت المجهر. تُستخدم الخزعة للتأكد مما إذا كانت الكتلة حميدة أو جزء من مجموعة أورام الغدة الثديية. هناك عدة أنواع من الخزعة:
- خزعة الشفط بالإبرة الدقيقة (FNA)
- خزعة الإبرة الأساسية
- الخزعة الجراحية (الاستئصالية)
الخزعة هي الطريقة الوحيدة الحاسمة لتأكيد ما إذا كانت الكتلة تحتوي على خلايا سرطان الثدي. بالإضافة إلى تأكيد الخباثة، يتم تحليل العينة بحثاً عن علامات بيولوجية محددة تؤثر على العلاج.
الفحص النسيجي واختبار المستقبلات
بعد إزالة الأنسجة، تخضع لتحليل نسيجي مرضي لتحديد:
- نوع الورم (على سبيل المثال، قنوي، وفصيصي)
- الدرجة (مدى عدوانية خلايا الورم تحت المجهر)
- حالة مستقبلات الهرمونات (مستقبلات الإستروجين والبروجستيرون)
- حالة HER2، بروتين يُعزز نمو السرطان
تساعد هذه النتائج أطباء الأورام على اختيار العلاج الأكثر فعالية وتقدير المسار المحتمل للمرض.
تحديد مرحلة المرض
بمجرد تأكيد الإصابة بالسرطان، تُستخدم فحوصات إضافية – مثل التصوير المقطعي المحوسب CT، أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET، أو مسح العظام – لتحديد حجم الورم وما إذا كان المرض قد انتشر إلى العقد اللمفاوية أو أعضاء بعيدة. يُسمى هذا تحديد المرحلة staging، ويتراوح من:
- المرحلة صفر والمرحلة الأولى: أورام ثدي صغيرة، وموضعية
- المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة: انتشار إقليمي إلى العقد اللمفاوية أو الجلد
- المرحلة الرابعة: أورام خبيثة مع نقائل بعيدة (الرئتين، والكبد، والعظام)
التحديد الصحيح لمرحلة المرض يعد أمر بالغ الأهمية لاختيار العلاج المناسب والتنبؤ بالنتائج بدقة.
باتباع هذه الخطوات، يمكن للأطباء اكتشاف سرطان الثدي مبكراً، وفهم بيولوجيته، وتطوير استراتيجية علاج مُخصصة. كلما تم بدء هذه التشخيصات في وقتٍ مبكر بعد ظهور الأعراض الأولى، كلما زادت فرص النجاح.
الفحص الذاتي للثدي
إحدى أبسط الطرق وأكثرها فعالية للكشف عن سرطان الثدي مبكراً هي من خلال إجراء فحص ذاتي للثدي شهرياً. تُساعد هذه الممارسة النساء على التعرّف على أنسجة الثدي لديهن وملاحظة حتى أدقّ التغيرات التي يمكن أن تُشير إلى وجود مشكلة. ورغم أن الفحص الذاتي لا يُعد بديلاً عن الفحص الاحترافي، إلا أنه يلعب دوراً حيوياً في الكشف المبكر – خاصةً في البلدان التي قد يكون الوصول فيها إلى التقييمات السريرية الدورية محدوداً.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية [1] وجمعية السرطان الأمريكية [3, 4]، ينبغي على النساء البدء بإجراء فحوصات ذاتية في أوائل العشرينات من العمر، إذ يزداد خطر سرطان الثدي مع التقدم في السن. ورغم أن أعراض سرطان الثدي المبكرة غالباً ما تمر دون أن تُلاحظ، إلا أن المراقبة الذاتية المستمرة تُزيد بشكلٍ كبير من فرصة التعرف العلامات في مرحلة مبكرة، عندما يكون العلاج أكثر فعالية وتتجاوز معدلات البقاء على قيد الحياة 90٪.
كيف ومتى تقومين بفحص ذاتي
أفضل وقت لإجراء فحص ذاتي هو بعد 7-10 أيام من بدء الحيض، عندما يكون الثديين أقل تورماً أو ألماً. ينبغي على النساء بعد انقطاع الطمث اختيار نفس اليوم من كل شهر للحفاظ على انتظام الفحص.
إليكِ كيفية فحص ثدييك:
- الفحص البصري (أمام المرآة): قفي مع وضع ذراعيك بجانبك، ثم ارفعيهما، ثم اضغطي على الوركين. ابحثي عن علامات سرطان الثدي لدى النساء، مثل:
- تغيرات في الحجم، أو الشكل، أو التناسق
- تجعد الجلد، أو احمراره، أو تغمُز
- إفرازات من الحلمة، أو طفح جلدي، أو تراجع الحلمة
- الجس (أثناء الاستلقاء): استخدمي وسادات أصابعك الثلاثة الوسطى لتحسُس منطقة الثدي بأكملها بحركة دائرية، مع تطبيق مستويات مختلفة من الضغط. اتبعي نفس "المسار" في كل مرة – إما في اتجاه عقارب الساعة، أو لأعلى ولأسفل، أو على شكل أنماط إسفينية. لا تنسى المنطقة تحت الإبط.
- الجس (أثناء الاستحمام): يسمح الجلد الرطب للأصابع بالانزلاق بسهولة أكبر وقد يجعل من الأسهل الشعور بالتغيرات في أنسجة الثدي.
أي كتلة، أو تورم، أو تغير في الجلد، أو إحساس غير عادي يجب أن يستدعي زيارة الطبيب بسرعة – حتى لو تبين أنه حميد.
الفحص الذاتي مقابل الفحص السريري
على الرغم من أن الفحص الذاتي مفيد، إلا أنه لا يحل محل الفحص الطبي. كما ذكرنا سابقاً، فحوصات الثدي السريرية وتصوير الثدي الشعاعي أكثر دقة ويمكنها اكتشاف السرطان قبل ظهور علامات جسدية. تُوصي مراكز السيطرة على المرض والوقاية منه [6] بتصوير الثدي الشعاعي كل 1-2 سنة للنساء في سن 40-74 عاماً، اعتماداً على عوامل الخطر الفردية.
ومع ذلك، في أجزاء كثيرة من العالم، لا تزال معظم الحالات يتم اكتشافها من قِبل النساء أنفسهن. لذا، فإن الجمع بين الوعي الذاتي والفحص السريري يوفر أفضل حماية.
من خلال المواظبة على هذه العادة الشهرية، يمكنك تحسين فرصك في اكتشاف سرطان الثدي مبكراً – وربما إنقاذ حياتك.
الأعراض المتأخرة لسرطان الثدي
عندما لا يُكتشف سرطان الثدي مبكراً أو يُترك دون علاج، فإنه يستمر في النمو ويغزو في نهاية المطاف الأنسجة المحيطة وأعضاء بعيدة. ترتبط أعراض المرحلة المتأخرة هذه عادةً بحجم ورم أكبر، وتدمير الأنسجة، وانتشار الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم – حالة معروفة باسم سرطان الثدي النقيلي Metastatic breast cancer.
الأعراض الجهازية وتطور الورم
مع نمو أورام الثدي، غالباً ما تتجاوز قدرتها على الإمداد الدموي، مما يؤدي إلى تحلل الأنسجة، والنخر، والالتهاب مزمن. وهذا عادةً عندما تبدأ المريضات في التعرض لـ:
- ألم مستمر في الثدي، أو جدار الصدر، أو تحت الإبط
- جروح غير ملتئمة في الثدي، وغالباً ما تكون مصحوبة بإفرازات ذات رائحة كريهة
- تكوُّن قُرح أو جروح مفتوحة، والتي قد تنزف أو تُصاب بعدوى
- كتل أو أورام مرئية بارزة من سطح الثدي
- خروج صديد أو أنسجة نخرية من الحلمة
قد يُصبح الجلد فوق الورم داكن اللون، ومتورماً، وساخناً عند اللمس. تعكس هذه العلامات غزواً موضعياً متقدماً لأنسجة الثدي.
في كثير من الحالات، يتسلل الورم إلى الهياكل المحيطة مثل عضلات الصدر أو جدار الصدر، مما يؤدي إلى تقييد حركة الذراع وألم مستمر. سرطان الثدي الالتهابي، وهو نوع فرعي نادر ولكنه عدواني، يمكن أن يُسبب تورم منتشر، واحمرار، وسماكة الثدي بأكمله دون ظهور كتلة مميزة.
النقائل البعيدة وتورط الأعضاء
بمجرد انتشار سرطان الثدي خارج المنطقة الموضعية، يُصبِح مُهدِداً للحياة. المواقع الأكثر شيوعاً للنقائل تشمل ما يلي:
- العظام: يؤدي إلى ألم عميق وموجع وزيادة خطر الإصابة بكسور
- الرئتان: يُسبب ضيق التنفس، وألم الصدر، وانصباب جنبي (سائل حول الرئتين)
- الكبد: يؤدي إلى اليرقان، وألم البطن، وفقدان الوزن
- الجهاز العصبي المركزي (CNS): بما في ذلك النخاع الشوكي والدماغ، والذي قد يُسبب صداع، أو نوبات، أو عجز حركي / حسي
سرطان الثدي النقيلي هو عادةً المرحلة الرابعة ويُعتبر غير قابل للشفاء، ولكنه قابل للعلاج. تهدف العلاجات إلى إبطاء تقدُم المرض، وتخفيف الأعراض، وتحسين جودة الحياة.
العلامات العامة للمرض المتقدم
غالباً ما يعاني المرضى في المرحلة المتقدمة من:
- تعب شديد
- فقدان الشهية
- فقدان سريع للوزن
- حُمى أو تَعرُق ليلي
- غثيان أو قيء
هذه علامات التسمُم الجهازي المرتبط بالسرطان، وغالباً ما تُشير إلى أن الورم يُطلق خلايا سرطان الثدي بنشاط في مجرى الدم.
التعرف على هذه الأعراض والتصرف مبكراً يمكن أن يقي من العديد من هذه المضاعفات. حتى في المراحل المتأخرة، يمكن للتدخل في الوقت المناسب أن يوفر راحة كبيرة ذات معنى ويُطيل البقاء على قيد الحياة.
جدول مُقارن لعلاجات سرطان الثدي
يشمل علاج سرطان الثدي الحديث مجموعة متنوعة من الأساليب المُصممة خصيصاً لمرحلة المرض، وبيولوجيا الورم، والصحة العامة. قد يتم شفاء المرحلة المبكرة من السرطانات بجراحة سرطان الثدي والإشعاع، في حين قد تتطلب الأورام المتقدمة أو الخبيثة علاجاً متعدد الوسائط، بما في ذلك الأدوية الجهازية.
يُقارن الجدول أدناه بين الطرق الأكثر استخداماً لعلاج سرطان الثدي، مُسلطاً الضوء على الغرض منها، ومتوسط تكلفتها، ومتى يوصى عادةً بكل نهج. يُرجى ملاحظة أن حجم الورم، وموقعه، وحالة مستقبلات الهرمونات ووجود نقائل كلها عوامل تؤثر على خطة العلاج النهائية.
طريقة العلاج | الوصف | التكلفة التقريبية (باليورو) |
---|---|---|
استئصال الكتلة | جراحة مُحافِظة على الثدي لإزالة الورم مع هامش صغير | 8.500 € – 13.000 € |
استئصال الثدي | إزالة كاملة للثدي المصاب؛ قد يشمل استئصال العقد الليمفاوية المجاورة | 12.000 € – 15.000 € |
خزعة العقد الليمفاوية الحارسة | إزالة أول عقدة (عُقد) ليمفاوية يُحتمل أن ينتشر إليها السرطان | 2.000 € - 3.500 € |
تشريح العقد الليمفاوية الإبطية | إزالة عدة عقد ليمفاوية تحت الإبط في حال انتشار السرطان | 4.500 € – 6.000 € |
العلاج الإشعاعي | علاج إشعاعي خارجي لتدمير الخلايا السرطانية المتبقية | 25.000 € – 34.000 € |
العلاج الكيميائي | علاج دوائي جهازي لسرطان الثدي النقيلي أو الموضعي | 6.000 € – 10.000 € |
العلاج الهرموني | يُستخدم في السرطانات الإيجابية لمستقبلات الهرمونات لحجب الإستروجين | 3.500 € – 5.000 € / في السنة |
العلاج الموجه | أدوية لأورام الثدي الإيجابية لـ HER2 | 15.000 € – 25.000 € / للدورة |
العلاج المناعي | يُحفّز جهاز المناعة لمحاربة السرطانات المتقدمة | 30.000 € – 60.000 € |
الجراحة الترميمية | استعادة الثدي باستخدام غرسات أو أنسجة طبيعية | 13.000 € - 48.000 € |
* قد تختلف الأسعار اعتماداً على المستشفى، والبلد، ومرحلة الورم، والحالة الصحية للفرد. يتم تحديد التكلفة النهائية بعد الفحص الأولي.
أين تُعالجين سرطان الثدي في ألمانيا؟
تحظى ألمانيا باعتراف دولي لمعاييرها العالية في علاج سرطان الثدي، حيث توفر إمكانية الوصول إلى أدوات التشخيص المتقدمة، والجراحة طفيفة التوغل، والعلاجات المبتكرة حتى للأورام الخبيثة الأكثر تعقيداً. مستشفيات الدولة مُجهزة بتكنولوجيا حديثة وفرق متعددة التخصصات متخصصة في الرعاية الفردية – مما يضمن حصول كل امرأة على خطة علاج مُصممة لحالتها، وبيولوجيا الورم، وأهدافها الصحية.
تتبع أقسام الأورام الألمانية المبادئ التوجيهية السريرية الدولية وتشارك بانتظام في التجارب البحثية العالمية. سواءً كنتِ بحاجة لتدخل في مرحلة مبكرة أو رعاية شاملة لمرض نقيلي أو متكرر، فإن العديد من المستشفيات الرائدة في ألمانيا توفر طيف كامل من الخدمات لعلاج سرطان الثدي بفعالية.
إليك بعض أفضل المستشفيات التي يتلقى فيها المرضى الدوليون رعاية متخصصة:
- مستشفى جامعة لودفيغ ماكسيميليان ميونخ LMU Munich، قسم أمراض النساء والتوليد – أحد المراكز الأكاديمية الأكثر احتراماً في ألمانيا في جراحة الأورام ومجال الأورام الطبية.
- كلية هانوفر الطبية (MHH)، قسم أمراض النساء وطب الثدي – تشتهر بدقتها في الجراحة المحافظة على الثدي وإعادة البناء المعقدة.
- مستشفى جامعة إيسن، مركز السرطان الشامل – يُقدم مجموعة كاملة من العلاجات، بما في ذلك العلاج الكيميائي، والأدوية الموجهة، والجراحة الترميمية.
- مستشفى جامعة آخن RWTH، قسم أمراض النساء وعلاج الأورام – رائد في التشخيص، والتصوير أثناء الجراحة، وعلاج الأورام الشخصي.
- مستشفى جامعة ماربورغ (UKGM)، مركز سرطان الثدي – متخصص في الإدارة متعددة التخصصات وبرامج البقاء على قيد الحياة طويلة الأمد.
- مستشفى جامعة ينا، قسم أمراض النساء والطب التناسلي – يوفر علاجات حديثة وإمكانية الوصول إلى التجارب السريرية.
- مستشفى جامعة هاله (زاله)، قسم أمراض النساء وطب الثدي – مركز معتمد للتميز في رعاية سرطان الثدي.
- مستشفى الدكتورة أوتي سيندلر، وحدة الأورام النسائية – مستشفى خاص يُقدم خيارات شخصية وطفيفة التوغل.
- مختبرات LDG الدكتور جانسوج، بيرج – مركز تشخيصي متخصص معروف بالاختبارات الجزيئية المتقدمة وتقارير الأمراض الفردية.
تتمتع كل من هذه المؤسسات بسجل حافل بالنجاحات في علاج الأورام الخبيثة وتوفر رعاية استثنائية للمرضى الدوليين.
مكافحة سرطان الثدي معاً: رحلات العلاج مع Booking Health
رحلة طبية: كل خطوة على الطريق مع Booking Health
إن العثور على أفضل استراتيجية لعلاج سرطان الثدي يمكن أن يكون أمراً مُرهقاً وشاقاً. بعد الخضوع لفحوصات عديدة، واستشارة العديد من الأخصائيين، وتجربة علاجات مختلفة، غالباً ما يشعر المرضى بالإرهاق وعدم اليقين بشأن الخطوة التالية. في هذه الحالة، من السهل الاكتفاء بأول خيار معروض أو اتباع بروتوكول علاج قياسي – حتى لو كان له آثار جانبية كبيرة ونتائج محدودة.
لاتخاذ قرار مستنير والحصول على خطة شخصية لعلاج سرطان الثدي مُصممة لحالتك المحددة، استشيري الخبراء الطبيين في Booking Health. لأكثر من 12 عاماً، كانت Booking Health من بين رواد الرعاية الصحية الدولية، حيث تساعد المرضى للحصول على علاجات مبتكرة وفعالة في أفضل مستشفيات ألمانيا.
نحن نُقدم:
- تقييم شامل وتحليل لسجلاتك الطبية
- تطوير خطة رعاية فردية
- اختيار المستشفى الأنسب بناءً على احتياجاتك السريرية
- إعداد وإرسال الوثائق الطبية
- التواصل المباشر مع متخصصين رائدين في سرطان الثدي
- تنسيق عالي الخبرة أثناء إقامتك في المستشفى
- متابعة ما بعد العلاج بمجرد عودتك إلى الوطن
- دعم كامل فيما يتعلق بلوجستيات للسفر، وطلبات التأشيرة، وجدولة المواعيد
- مُنسق طبي ومترجم فوري متخصصان متاحان على مدار الساعة 24/7
- أسعار شفافة بدون رسوم خفية
عندما تكون صحتك على المحك، فأنت تستحق شريكاً يتمتع بالخبرة والتعاطف. تضمن لك Booking Health أن تكون كل خطوة من رحلة تشخيص وعلاج سرطان الثدي آمنة، وسلسة، ومدعومة بالكامل.
تواصل مع مستشارنا الطبي اليوم لاستكشاف خيارات العلاج الشخصية واتخاذ الخطوة الأولى نحو مستقبل أكثر صحة.
الأسئلة الشائعة لمرضانا
أرسل طلب للعلاجقد تشمل العلامات المبكرة لسرطان الثدي كتل غير مؤلمة، أو تغيرات في شكل أو موضع الحلمة، أو إفرازات غير طبيعية. تلاحظ بعض النساء أيضاً تغمُز، أو تورم، أو احمرار الجلد. في معظم الحالات، لا تُسبب المرحلة المبكرة من سرطان الثدي أي ألم أو أعراض عامة، ولهذا السبب فإن الفحص الذاتي المنتظم والفحوصات السريرية أمر حيوي.
لا، معظم كتل الثدي حميدة، وناجمة عن تكيسات، أو تغيرات هرمونية، أو أورام ثديية غير سرطانية، مثل الأورام الغدية الليفية. ومع ذلك، يجب تقييم أي كتلة جديدة أو غير عادية من قبل أخصائي رعاية صحية لاستبعاد الورم الخبيث. فقط الخزعة يمكنها تأكييد وجود خلايا سرطانية.
ليس بالضرورة. في الواقع، غالباً ما تتطور أعراض سرطان الثدي دون ألم. تشعر العديد من النساء بعدم الارتياح في المراحل المتأخرة أو في حال وجود التهاب. ولهذا السبب من الضروري ملاحظة التغييرات الأخرى – مثل تغيرات الحلمة، أو سماكة الجلد، أو التورم – وعدم انتظار الألم قبل طلب المساعدة.
يجب عليكِ استشارة طبيب فوراً إذا لاحظتِ: وجود كتلة أو سماكة في الثدي أو تحت الإبط؛ وتغيرات أو إفرازات في الحلمة؛ واحمرار مستمر أو تغمُز الجلد؛ أو تغيرات في شكل أو حجم الثدي. يُعتبر الفحص المنتظم أمراً أساسياً أيضاً. ينبغي على النساء فوق سن الأربعين أن يُفكرن في إجراء تصوير الثدي الشعاعي سنوياً، حتى بدون أعراض، للكشف عن سرطان الثدي في وقتٍ مبكر.
اختر العلاج في الخارج وستكون متأكداً من حصولك على أفضل النتائج!
المؤلفون:
تم تحرير المقال من قبل خبراء طبيين وأطباء معتمدين من مجلس الأطباء الدكتورة ناديجدا إيفانيسوفا و الدكتور بوغدان ميخالنيوك. لعلاج الحالات المشار إليها في المقال، يجب استشارة الطبيب؛ المعلومات الواردة في المقالة ليست مخصصة للتطبيب الذاتي!
سياستنا التحريرية، التي توضح بالتفصيل التزامنا بالدقة والشفافية، متاحة هنا. انقر على هذا الرابط لمراجعة سياساتنا.
المصادر:
[1] World Health Organization. Global Cancer Burden Growing, Amidst Mounting Need for Services.
https://www.who.int/news/item/01-02-2024-global-cancer-burden-growing--amidst-mounting-need-for-services
[2] The Lancet. The Lancet Breast Cancer Commission: Tackling a Global Health, Gender, and Equity Challenge.
https://linkinghub.elsevier.com/retrieve/pii/S0140673622001842
[3] American Cancer Society. Survival Rates for Breast Cancer.
https://www.cancer.org/cancer/types/breast-cancer/understanding-a-breast-cancer-diagnosis/breast-cancer-survival-rates.html
[4] American Cancer Society. Paget Disease of the Breast.
https://www.cancer.org/cancer/types/breast-cancer/about/types-of-breast-cancer/paget-disease-of-the-nipple.html
[5] National Breast Cancer Foundation. Breast Cancer Stages.
https://www.nationalbreastcancer.org/about-breast-cancer/breast-cancer-staging
[6] Centers for Disease Control and Prevention. Screening for Breast Cancer.
https://www.cdc.gov/breast-cancer/screening/index.html
اقرأ:
علاج سرطان الثدي بالخلايا المتغصنة في ألمانيا
قائمة المقالات:
لا تعرف من أين تبدأ؟
اتصل بـ Booking Health