ماركوس بيتريك هو طبيب رائد في الفريق الطبي لقسم جراحة العمود الفقري في مستشفى شون هامبورغ إيلبيك.
مع خبرة تزيد عن 17 عاماً، بما في ذلك العمل في الخارج، يُطبق خبرته لتطوير أكبر قسم لجراحة العمود الفقري في هامبورغ. وهو المستشفى الوحيد في شمال ألمانيا المجهز بجهاز التصوير المقطعي المحوسب أثناء العملية، والذي يضمن أعلى دقة في جراحة العمود الفقري حتى الآن.
يناقش الدكتور ماركوس بيتريك كيف يمكن للمرضى التعرف على متى تكون هناك حاجة لجراحة العمود الفقري، وكيف يتم اختيار النهج الجراحي، بالإضافة إلى الملاحة العصبية، والدقة، وتحديات جراحة العمود الفقري، والابتكارات المستقبلية.
مرحباً دكتور بيتريك! شكراً جزيلاً لموافقتكم على إجراء هذه المقابلة. هل يمكنك تقديم نفسك من فضلك؟
اسمي ماركوس بيتريك. أنا طبيب كبير في قسم جراحة العمود الفقري في مستشفى شون هامبورغ إيلبيك. أعمل هنا منذ 17 عاماً، ومع اثنين من زملائي الآخرين، أتولى رئاسة قسم جراحة العمود الفقري. يُعد قسمنا أكبر مركز لجراحة العمود الفقري في هامبورغ ويعالج جميع اضطرابات العمود الفقري.
أود أن أخبركم قليلاً عن نفسي. تخصصي الأساسي هو جراحة العظام، ولدي أيضاً تدريب متخصص في جراحة العمود الفقري. بالإضافة إلى ذلك، فأنا أتمتع بمهارة عالية في تقنيات جراحة الأعصاب طفيفة التوغل الخاصة.
بدأت مسيرتي المهنية في هامبورغ وأكملت تعليمي العالي هنا. كما عملت أيضاً في الخارج، أولاً في سويسرا ثم في الولايات المتحدة الأمريكية. عِشت وعملت في نيويورك لمدة ثلاث سنوات، وألقيت محاضرات في جامعة نيويورك وعدة جامعات أخرى. ثم عدت إلى ألمانيا وعملت كطبيب كبير في دورتموند لمدة عامين ونصف. بعد افتتاح مستشفى شون هامبورغ إيلبيك في عام 2007، توليت منصب جراح العمود الفقري هنا وقمت أنا والبروفيسور بابافيرو بتأسيس قسمنا في ذلك الوقت. وأعمل هنا منذ ذلك الحين.
ما هي أنواع الإجراءات الجراحية التي تندرج تحت جراحة الأعصاب؟
في قسمنا في مستشفى شون هامبورغ إيلبيك نُعالج جميع أمراض العمود الفقري: أمراض القطنية العجزية، وجميع أنواع التشوهات، والتغيرات التنكسية، والأورام، والآفات المُعدية، والأمراض داخل العمود الفقري، بما في ذلك الأورام. نحن متخصصون في علاج مجموعة كاملة من اضطرابات العمود الفقري، باستثناء جراحة العمود الفقري للأطفال - الجنف وتشوهات العمود الفقري عند الأطفال. يمكن للبالغين الخضوع لعلاج جميع أمراض العمود الفقري في قسمنا، بدءاً من أمراض العمود الفقري العنقي وحتى الآفات العجزية العصعصية.
ما هي الأعراض التي قد يحتاج المريض بسببها إلى إجراء جراحي؟
بالطبع، من الصعب الإجابة على مثل هذا السؤال في كلمتين. وغني عن القول أن السبب الرئيسي للقلق هو الألم، وخاصة في الأطراف السفلية والعلوية. كقاعدة عامة، يشكو المرضى من ألم مُشع والذي يحدث على خلفية متلازمة الانضغاط. وبالطبع، فإن وجود مثل هذه الأعراض قد يكون مؤشراً للجراحة، ولكن ينبغي النظر في كل حالة على حدة.
الأشكال الشديدة من الشلل، أو عدم استقرار العمود الفقري، أو الشلل النصفي، أو اعتلال النخاع المصحوب بضغط على الحبل الشوكي تعتبر مؤشرات مطلقة للجراحة. في مثل هذه الحالات، تكون الجراحة حتمية، تماماً كما هو الحال في حالات كسور العمود الفقري أو آفات العمود الفقري المُعدية.
كيف تختار التقنية الجراحية لإجراء العملية؟ وما هي العوامل التي تؤثر على هذه القرارات؟
نحن محظوظون لأننا قادرون على أن نقدم للمرضى جميع التقنيات الجراحية الموجودة في مجال جراحة العمود الفقري. هذا يسمح لنا بحل مشاكل المريض، مع الأخذ بعين الاعتبار احتياجاته الفردية.
ما هي التقنيات الجراحية التي نستخدمها؟ يُجري المتخصصون لدينا جراحات على العمود الفقري العنقي، والصدري، والقطني باستخدام النهج الظهري، والأمامي، والجانبي. نحن نعمل دائماً وفقاً لمصلحة المريض ونسترشد بمبدأ "لا ضرر ولا ضرار" ونختار الجراحة الأكثر تجنيباً قدر الإمكان.
التخصص الرئيسي لقسمنا هو الجراحة طفيفة التوغل، لذا نسعى جاهدين لاستخدام نهج جراحي طفيف الرضحية مع الحد الأدنى من الوقت والجهد.
هل يمكنك أن تخبرنا عن أحدث التطورات في تكنولوجيا وأدوات جراحة الأعصاب؟
الإنجاز الرئيسي في جراحة الأعصاب الحديثة هو ظهور الملاحة العصبية، والتي أعتقد أنها أصبحت الآن الاتجاه الرئيسي. نحن رُواد في هذا المجال في ألمانيا. يعد الدكتور كوته أحد المتخصصين الذين ساهموا بشكل كبير في إدخال الملاحة العصبية إلى ألمانيا. نحن نستخدم الملاحة العصبية في ممارستنا منذ سنوات عديدة، ونحن المستشفى الوحيد في شمال ألمانيا المجهز بماسح التصوير المقطعي المحوسب أثناء العملية. الجمع بين التصوير المقطعي المحوسب أثناء العملية والملاحة العصبية يسمح لجراحينا بزرع أنظمة البراغي بدقة ملليمترية. وهذا أمر ذو أهمية حاسمة عند إجراء عمليات على العمود الفقري العنقي، حيث يكون كل ملليمتر مهماً وليس لدى الجراح هامش للخطأ. وبالتالي فإن الملاحة العصبية هي أحد المكونات الرئيسية لعملنا.
التكنولوجيا الروبوتية ليست ذات صلة حتى الآن. تلعب هذه التكنولوجيا دوراً معيناً فقط في وضع أنظمة البراغي، لذلك لا يوجد طلب كبير عليها بعد وتظل مسألة المستقبل البعيد. أعتقد أن الاتجاهات الرئيسية في جراحة الأعصاب اليوم تشمل الملاحة العصبية وإدخال التقنيات الجراحية طفيفة التوغل. ومن الجدير بالذكر أن كل هذا متوفر في قسمنا. نقوم بإجراء مجموعة متنوعة من الإجراءات الجراحية المجهرية وطفيفة التوغل. كما نقدم للمرضى جراحات بالتنظير الداخلي لأمراض القرص الفقري.
ما مدى أهمية استخدام تقنيات التصوير في جراحة الأعصاب؟
تلعب طرق التصوير دوراً مهماً عند إجراء عمليات لأمراض العمود الفقري العنقي من خلال النهج الظهري، بالإضافة إلى العمليات على العمود الفقري الصدري العلوي، والقطني، والعجزي العصعصي. من المهم للغاية التأكد من أن البراغي في هذه المناطق مُثبتة بأكبر قدر ممكن من الدقة، وبالتالي تكون فرصة الخطأ ضئيلة أو معدومة.
لدينا غرفة عمليات مُصممة خصيصاً تحت تصرفنا. إنها أكبر بكثير من غرفة العمليات القياسية لأنها تحتوي على وحدة تصوير مقطعي خاصة مدمجة فيها ومفصولة بشاشة. يتم وضع المريض في الوضعية المطلوبة على طاولة كربونية خاصة، وبعد ذلك يكمل الجراحون التحضير للعملية. بعد ذلك، يتم إجراء الأشعة المقطعية مباشرةً في غرفة العمليات، وتتم قراءة الأشعة المقطعية في الوقت الفعلي بواسطة جهاز الملاحة العصبية. يتم توصيل المريض بنظام الملاحة العصبية بواسطة موصل خاص، مما يسمح بتتبع موقع الأدوات الجراحية بدقة ملليمترية أثناء الإجراء الجراحي دون استخدام معدات الأشعة السينية. تتم معايرة جميع الأدوات الجراحية في غرفة العمليات وفقاً لنظام الملاحة العصبية المستخدم، حتى نتمكن من زرع أنظمة البراغي بدقة متناهية. هذا يضمن أعلى مستوى من الأمان للمريض، حتى عند إجراء التدخل الجراحي على المناطق الحيوية في العمود الفقري.
كيف أثرت التقنيات المتقدمة على التعافي بعد العملية ومدتها؟
بالطبع، كلما كان الشق أصغر وكلما كانت التقنية الجراحية أكثر تجنيباً، كلما تمت استعادة قدرة المريض على الحركة بشكل أسرع وقل الألم الذي يتعرض له. في قسمنا، يبدأ وضع المرضى عمودياً مباشرةً بعد كل جراحة في وقت مناسب من اليوم وفي غياب متلازمة الألم الشديد. بشكل عام، كل مريض خضع لعملية جراحية في قسمنا يمكنه الوقوف بشكل مستقل على قدميه أو يتحرك بعد انتهاء التخدير. لا توجد قيود في هذا الصدد. كما أننا لا ننصح المرضى بارتداء أجهزة التقويم والمشدات بعد الجراحة. لا يستخدم الجراحون في قسمنا قيود ما بعد الجراحة مثل منع الجلوس وما شابه. بل على العكس، يعود المرضى للوقوف على أقدامهم في أسرع وقت ممكن. في قسمنا، نرحب بالاستعادة السريعة والكاملة للحركة.
ما هي الصعوبات التي تنشأ أثناء العلاج الجراحي العصبي وكيف يتم حلها؟
يُعالج قسمنا اضطرابات العمود الفقري مهما كانت خطورتها. يعتبر مستشفانا أحد المستشفيات الرائدة في البلاد، بل ويمكن القول إنه الأفضل في علاج أمراض العمود الفقري العنقي. يأتي المرضى إلينا ليس فقط من جميع أنحاء ألمانيا ولكن أيضاً من أوروبا. لدينا سنوات عديدة من الخبرة في هذا المجال.
تتم مناقشة جميع الحالات السريرية خلال مجلس الأطباء اليومي بمشاركة العديد من المتخصصين. ولذلك فإن قرار الجراحة لا يتخذه شخص واحد. لدينا دائماً الفرصة لمناقشة الحالة السريرية بشكل جماعي واتخاذ أفضل قرار ممكن. عند التخطيط للعمليات المعقدة، يتم إشراك اثنين أو ثلاثة من الجراحين ذوي الخبرة، ثم يقومون لاحقاً بإجراء الجراحة معاً.
نحن نقدم للمرضى مجموعة واسعة من الإجراءات الجراحية، بدءاً من الجراحات الصغيرة البسيطة وحتى العمليات المعقدة للغاية والتي لا يتم إجراؤها في كل مستشفى في ألمانيا.
مثل جميع زملائي الجراحين، أقوم بإجراء استشارات مرة واحدة في الأسبوع وأرى المرضى من الصباح حتى المساء، أما أيام العمل الأربعة الأخرى فأنا دائماً في غرفة العمليات.
ما هي عملية التعافي بعد العملية بعد إجراء جراحة الأعصاب؟
بالطبع، التعافي بعد الجراحات البسيطة أو القياسية، أو التدخلات لأمراض القرص الفقري، أو جراحات التضيق الشوكي، أو جراحات العمود الفقري العنقي غير المعقدة بسيط للغاية. يعود المرضى فوراً للوقوف على أقدامهم ويستعيدون قدرتهم على الحركة. يتم بالفعل تنفيذ العلاج الطبيعي في يوم الجراحة واليومين التاليين. يتم بعد ذلك إخراج المريض من المستشفى، ودورة العلاج الطبيعي في العيادة الخارجية والتي تستمر عدة أسابيع عادةً ما تكون كافية في مثل هذه الحالات.
يوجد في مستشفانا مركز تدريب متخصص في العلاج الطبيعي مزود بأحدث المعدات والمتخصصين ذوي الخبرة، حيث يتعافى المرضى في الأيام أو الأسابيع الأولى بعد الجراحة.
لا يحتاج المريض إلى إعادة تأهيل بعد الإجراءات الجراحية البسيطة المذكورة أعلاه. إذا خضع المريض لجراحة كبرى، فإن إعادة التأهيل ممكنة ولكنها ليست إلزامية. حتى بعد الجراحات المعقدة في العمود الفقري،لا يتم دائماً وصف دورة إعادة التأهيل. إذا لزم الأمر، يمكن إجراء إعادة التأهيل بالتعاون مع المستشفيات الشريكة المتخصصة. يمكن للمرضى المسنين الخضوع لإعادة التأهيل في مستشفانا، بينما تتم إحالة الشباب إلى مستشفيات إعادة التأهيل الشريكة.
متى تكون إعادة التأهيل أمراً لا غنى عنه حقاً، إنه في حالة تطور شلل شديد أو شلل نصفي. في مثل هذه الحالات، يوصى بدورة خاصة لإعادة التأهيل العصبي.
كيف ترى مستقبل جراحة الأعصاب؟ وما هي التغييرات التي تتوقع حدوثها في هذا المجال؟
لا أعتقد أنه ستكون هناك أي تغييرات ثورية في المستقبل القريب. سيكون هناك بالتأكيد عمل على تحسين التقنيات طفيفة التوغل وتقنيات التنظير الداخلي لمزيد من تقليل معدل الرضحية لجراحة العمود الفقري. وهذا الاتجاه أصبح ذا أهمية متزايدة الآن.
وكما قلت بالفعل، الملاحة العصبية ستُصبح أداة لا غنى عنها لجراحي العمود الفقري في المستقبل. ستبدأ المستشفيات بشكل متزايد في إدخال هذه التكنولوجيا في ممارساتها، مما سيجعل جراحة العمود الفقري أسهل من الناحية الفنية. أعتقد أن هذه التكنولوجيا هي المستقبل. ليس لدي أدنى شك في أنه سيتم تحسين طرق التصوير بشكل كبير وسيكون من الممكن استخدام ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي مباشرةً أثناء الجراحة. وهذا الاتجاه أيضاً ذو صلة الآن.
من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دوراً في مجال التصوير الطبي. أعتقد أن الإمكانيات في هذا المجال تكاد لا تنتهي.
عزيزي الدكتور بيتريك، شكراً لكم على هذه المقابلة المفيدة والغنية بالمعلومات!
لا تعرف من أين تبدأ؟
اتصل بـ Booking Health
