جراحة العمود الفقري الآمنة والفعالة في ألمانيا – مقابلة مع الدكتور في الطب أندريه بيتر
لا تعرف من أين تبدأ؟ اترك لنا طلباً، وسيقوم فريق Booking Health بترتيب رحلتك لتلقي العلاج في ألمانيا، حيث يمكنك تحسين جودة الحياة والصحة
الدكتور في الطب أندريه بيتر هو خبير يتمتع بخبرة تزيد عن 30 عاماً في العلاج المحافظ والجراحي لأمراض العمود الفقري. على مدار العشرين عاماً الماضية، تركز نشاطه السريري على العمليات الجراحية. الطبيب هو عضو في الجمعية الألمانية لجراحة الأعصاب (DGNC)، والجمعية الألمانية لجراحة العمود الفقري (DWG)، و AO Spine.
عند إجراء العمليات، يستخدم الدكتور بيتر معدات حديثة، مثل أنظمة الملاحة العصبية، وجهاز التصوير أثنا العملية O-Arm، ومجهر جراحي من شركة ZEISS. كما أنه يُجري بنجاح عمليات بالتنظير الداخلي، ويتخصص في التدخلات المعقدة تقنياً في العمود الفقري العنقي.
حالياً، يرى الدكتور بيتر مرضاه في مستشفى نورك مونشنغلادباخ. لأكثر من 10 سنوات، كان يرأس قسم جراحة العمود الفقري في هذا المستشفى، والذي هو جزء من مركز كبير متخصص لاضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي. في المقابلة، يُخبرنا الطبيب عن جراحة العمود الفقري الآمنة والفعالة التي يُجريها فريقه الطبي بنجاح.
مرحباً دكتور بيتر! شكراً جزيلاً لموافقتكم على إجراء المقابلة!
نحن سعداء جداً بلقائك. هل يمكن أن تخبرنا عن نفسك من فضلك؟
أود أيضاً أن أشكركم على اهتمامكم بي وعلى عرضكم لإجراء مقابلة! اسمي أندريه بيتر. أنا جراح أعصاب وجراح عمود فقري. ولدت في روسيا ولكني أعيش في ألمانيا منذ أكثر من 20 عاماً. بدأت دراسة الطب في روسيا ومارست العلاج اليدوي هناك لفترة طويلة. ربما ليس الجميع يعلم ماهية العلاج اليدوي. هذه طريقة علاج محافظة لأمراض العمود الفقري. فيما بعد، كان تركيز تدريبي السريري هو جراحة الأعصاب. أكملت دورة دراسية كاملة في هذا التخصص الطبي وتدربت مع البروفيسور الشهير هاسلر في مستشفى دويسبورغ. ثم توليت منصب طبيب كبير في مستشفى بيثيل في بيلفلد، وبعد ذلك عُدت إلى مستشفى دويسبورغ، حيث عملت أيضاً كطبيب كبير. ولأكثر من 10 سنوات حتى الآن، وأنا كبير الأطباء في قسم جراحة العمود الفقري في مستشفى نورك مونشنغلادباخ.
دكتور بيتر، هل يمكن أن تخبرنا من فضلك ما الذي يجعلك مختلفاً عن جراحي الأعصاب الآخرين في ألمانيا؟
أعتقد أن الاختلاف الرئيسي هو أنني لست مؤهلاً فقط لإجراء تدخلات جراحة الأعصاب والعمليات على العمود الفقري ولكني أيضاً أمتلك المعرفة والمهارات المهنية اللازمة في مجال العلاج المحافظ لأمراض العمود الفقري. هذا يرجع إلى خبرتي كمعالج يدوي في بداية ممارستي السريرية. لدي معرفة عميقة ليس فقط في مجال جراحة الأعصاب ولكن أيضاً في مجال العلاج المحافظ. لذلك أعرف بالضبط متى يحتاج المريض لجراحة ومتى يكون من الممكن التعامل بدونها. في رأيي، فإن الطبيب المتخصص فقط في مجال العلاج اليدوي أو الذي يقوم فقط بإجراءات جراحة الأعصاب يفتقر إلى فهم متى يستحق تجاوز الخط الدقيق ووصف العملية للمريض ومتى يمكنهم فقط استخدام العلاج المحافظ. جراح الأعصاب غالباً ما يعتقد أن الجراحة هي أفضل خيار علاجي، والمعالج اليدوي مقتنع بأنه من الأفضل للمريض أن يُعالَج بدون جراحة. من المهم أن نقدم للمريض أفضل خيار علاجي، والذي سيُحدده الأخصائي أثناء التخطيط للعلاج.
دكتور بيتر، منذ متى وأنت تستقبل المرضى الأجانب؟
كما قلت سابقاً، عملت لفترة طويلة في مستشفى مدينة دويسبورغ، وخلال عملي مع البروفيسور هاسلر في وقت تدريبي، عالجت العديد من المرضى الأجانب. قدمنا لهؤلاء المرضى الرعاية الطبية التي لم يتمكنوا من الحصول عليها في بلدهم الأصلي. في ذلك الوقت، كان معظم المرضى الأجانب يأتون من دول الاتحاد السوفيتي السابق، وبما أن لغتي الأم هي الروسية، فقد أُتيحت لي الفرصة للتواصل معهم كثيراً، ودعمهم، والتعمق في احتياجاتهم ورغباتهم. منذ ذلك الحين، بالطبع، أصبحت مدركاً تماماً لاحتياجات المرضى الأجانب، وأعرف المشاكل التي يواجهونها أثناء علاجهم في الخارج. بمرور الوقت، توليت منصب طبيب كبير ثم كبير الأطباء، وطوال هذا الوقت، كان المرضى الأجانب يأتون إليّ لتلقي الرعاية الطبية بما في ذلك بناءً على توصيات أولئك الذين عالجتهم سابقاً. وهكذا، منذ بداية ممارستي السريرية في ألمانيا، أتعامل باستمرار مع علاج المرضى من الخارج.
من أي دول يأتي المرضى إليك؟
في السابق، كان معظم المرضى يأتون من دول الاتحاد السوفيتي السابق، ولا سيما روسيا، وكازاخستان، وأوكرانيا، وجورجيا. الآن تغير الوضع، ويأتي إلينا معظم المرضى من الشرق الأوسط.
دكتور بيتر، ما هي الحالات الشائعة التي قد تتطلب جراحة العمود الفقري؟
قبل أن أُجيب على هذا السؤال، أود أن أُشير إلى أن أمراض العمود الفقري تنقسم إلى مجموعات منفصلة. هناك أمراض العمود الفقري التنكسية، وتشوهات العمود الفقري، وآفات العمود الفقري الالتهابية، بما في ذلك سل العمود الفقري.
في الواقع، أكثر أمراض العمود الفقري شيوعاً والتي تتطلب الجراحة هي الأورام. ولكن إذا قمنا بتحليل الإحصائيات وإلقاء نظرة على الأمراض التي يأتي بها المرضى في أغلب الأحيان إلى المستشفى، فإن أكثرها شيوعاً هي أمراض العمود الفقري التنكسية. في بعض الحالات، تكون العمليات مطلوبة أيضاً لإصابات العمود الفقري، لكن أمراض العمود الفقري التنكسية لا تزال تحتل المرتبة الأولى من حيث الانتشار.
الانزلاق الغضروفي والتضيق الشوكي يحتلان المرتبة الثانية من حيث انتشار أمراض العمود الفقري. إذا تحدثنا عن أي جزء من العمود الفقري يتأثر غالباً، يكون العمود الفقري القطني في المرتبة الأولى، والعمود الفقري العنقي في المرتبة الثانية، والعمود الفقري الصدري في المرتبة الثالثة.
دكتور بيتر، يعتقد العديد من المرضى أن الاستشارات عبر الإنترنت ليست مفيدة. ماذا ستقول عن هذا؟
كطبيب يتمتع بخبرة تزيد عن 25 عاماً، لا يمكنني الموافقة على ذلك. في رأيي، منذ حوالي 30 عاماً، عندما بدأ التطور السريع للإنترنت، أدرك الكثير من الناس أن العالم الحديث يوفر إمكانيات غير محدودة وأنه يمكنك ببساطة إرسال بياناتك الشخصية والتقارير الطبية إلى طبيب في أي مكان في العالم.
حتى عند مقارنة الاستشارات الحديثة عبر الإنترنت بتلك التي أجريناها قبل 20 عاماً، تجدر الإشارة إلى أنها حتى في ذلك الوقت كانت فعالة للغاية. اليوم، المرضى لديهم الفرصة لتزويد الطبيب بنتائج التصوير التشخيصي والاختبارات المعملية، وكذلك مناقشة أي أسئلة تهمهم مع المتخصص. بالإضافة إلى ذلك، تسمح برامج الكمبيوتر الحديثة للمرضى بإرسال نتائجهم التشخيصية إلى الطبيب والتأكد من أن الطبيب سيستقبلها. في الوقت الحاضر، يمكن للمرضى دائماً الاتصال بطبيبهم عبر Skype إذا لزم الأمر، وطرح جميع أسئلتهم، وتوضيح المعلومات اللازمة مع المتخصص، ومناقشة مخاوفهم. إذا كان المريض لا يزال يرغب في طرح بعض الأسئلة بعد الاستشارة أو يريد مناقشة بعض التفاصيل مع الطبيب، فمن الممكن دائماً الاتصال بالطبيب بشكل متكرر ومناقشة كل شيء مرة أخرى.
لطالما كانت حقيقة من حقائق الحياة أن الطب متطور للغاية في ألمانيا. تستخدم المستشفيات في ألمانيا معدات حديثة ومبتكرة، ويخضع الأطباء والطاقم الطبي باستمرار لتدريب متقدم. هل تتفق مع هذا؟ ما هو رأيك في هذا؟
أنا أتفق مع هذا. عندما أحضر مؤتمرات دولية، أُلاحظ بنفسي باستمرار تميز الطب في ألمانيا. عندما أناقش الطب في ألمانيا مع زملائي من البلدان الأخرى، فإنهم يتفقون أيضاً على أن ألمانيا تُقدم طب متقدم. التبادل المستمر للخبرات مع الزملاء الأجانب يُعطي فهماً واضحاً أن المستشفيات في بلدنا لديها أحدث المعدات، وأن فعالية العلاج الجراحي على مستوى عالٍ جداً، وبمقارنة المؤهلات المهنية للأطباء في ألمانيا ودول أخرى، يمكنني القول بثقة أنها واحدة من أفضل البلدان في جميع أنحاء العالم.
دكتور بيتر، هل لديك أي حالات في ممارستك يطلب فيها المرضى منك المساعدة الطبية بعد إجراء جراحي فاشل؟
نعم، الحالات التي يطلب فيها المرضى المساعدة الطبية منا بعد جراحة فاشلة شائعة في ممارستنا العملية. في مثل هذه الحالات، يتعين على المرضى البحث عن متخصص آخر أكثر خبرة. الحقيقة هي أن العملية الأولى لمرض العمود الفقري في الغالب تكون بسيطة نسبياً لأن الطبيب لديه إمكانيات واسعة للعلاج الفعال، ولكن بعد التدخل الجراحي الأول إذا عانى المريض من مضاعفات، والتي، للأسف، لا أحد آمن، فإن خيارات العلاج ستكون بالفعل محدودة للغاية. في مثل هذه الحالات، يجب أن يكون المريض مسؤولاً للغاية في اختيار الجراح لأنه، أولاً وقبل كل شيء، يجب أن يتمتع الأخصائي بخبرة رائعة في مجال اختصاصه.
دكتور بيتر، ما هي المضاعفات الأكثر شيوعاً بعد جراحة العمود الفقري؟
من الصعب الإجابة على هذا السؤال بعبارات عامة لأن موضوع المضاعفات بعد جراحة العمود الفقري معقد للغاية وشاسِع. سأحاول صياغة إجابتي بطريقة مختلفة قليلاً. مهمة الطبيب هي دراسة حالة المريض والمضاعفات التي تطورت وبالتالي تقييم جوهر المشكلة الصحية. لنفترض أننا نجري عملية جراحية على العمود الفقري العنقي. كل شيء واضح هنا. نستخدم نهجاً أمامياً حتى نتمكن من الاشتباه في حدوث تلف في الأوعية الدموية أو انتهاك لسلامة أجزاء أخرى من العمود الفقري. وأخيراً، أخطر المضاعفات يمكن أن يكون الشلل النصفي، وهو شلل جزئي أو كلي في الجزء السفلي من الجسم. عندما يتم إجراء جراحة العمود الفقري من خلال النهج الخلفي، تختلف المضاعفات تماماً عما هي عليه عندما يستخدم الجراح النهج الأمامي وعلى الرغم من أن الشلل النصفي يُعتبر الأكثر شدة، إلا أن المضاعفات لن تكون شديدة عند إجراء جراحة على العمود الفقري القطني كما في المنطقة العنقية. هذا هو النهج المتكامل الذي ينبغي استخدامه عند تقييم المضاعفات بعد جراحة العمود الفقري. لكني أود أن أؤكد مرة أخرى، كما قلت من قبل، أن كل حالة سريرية فريدة من نوعها وأن المريض يحتاج إلى استشارة طبية مفصلة.
دكتور بيتر، ما هي تقنيات جراحة العمود الفقري الفريدة التي تستخدمها في ممارستك؟
بادئ ذي بدء، أود أن أقول إنه، بصفتي جراح عمود فقري وجراح أعصاب، يجب أن أمتلك ببساطة المهارات المهنية اللازمة في جميع طرق العلاج المتاحة حالياً في مستشفانا. الأساليب الفريدة لجراحة العمود الفقري في ممارستي السريرية تشمل استخدام الملاحة العصبية، والتي توفر أعلى دقة للمناورات الجراحية. أنظمة الملاحة العصبية متوفرة في السوق الطبية منذ حوالي 10 سنوات. بمساعدتها، يمكننا أن نوفر للمريض أفضل أمان ممكن للعلاج الجراحي، مما يجعلني سعيداً جداً.
يتلقى مستشفانا بانتظام أحدث المعدات. أحد الأمثلة اللافتة للنظر هو نظام التصوير أثناء العملية O-Arm، الذي نستخدمه في ممارستنا السريرية منذ عدة سنوات والذي بدونه لا يمكننا ببساطة تخيل عملنا الآن. يوفر نظام O-Arm أعلى دقة للتدخلات الجراحية وله أهمية خاصة عند إجراء عمليات لزرع أنظمة التثبيت بالبراغي لتثبيت العمود الفقري. أهمية استخدام نظام O-Arm أثناء مثل هذه العمليات يتم تفسيرها من خلال حقيقة أنه يزيل خطر تلف العمود الفقري. يمكنك رؤية الصور على الشاشة، وهذا يسمح لك بالتحديد الدقيق للمسار الأمثل لإدخال نظام تثبيت البراغي في العمود الفقري، وبعد ذلك يمكن للجراح تقييم نتيجة المناورة الجراحية باستخدام صور متكررة. في السابق، كان لدى الأطباء فقط أنظمة تصوير أثناء العملية ثنائية الأبعاد لاختيار مسار إدخال نظام تثبيت البراغي في العمود الفقري، ولكن الآن لدينا أنظمة بها صور ثلاثية الأبعاد، والتي تضمن أعلى دقة لتحديد موضع البراغي في العمود الفقري. إذا كانت لا تزال لدينا شكوك، فحتى أثناء العملية بشكل مباشر، يمكننا دائماً مناقشة إجراءاتنا الإضافية مع الفريق الجراحي والحصول على صور مناسبة للتأكد من صحة اختيارنا. تُنقل الصور إلى الشاشة، حيث يستطيع الجراح أن يرى بالضبط مكان تثبيت البراغي، وإذا لزم الأمر، يمكن تصحيح موضعها. إن استخدام جهاز التصوير أثناء العملية O-Arm في عملنا يمنحنا بالتالي فرصة لتوفير الوقت، والأهم من ذلك، أن هذا النظام يلغي الحاجة إلى عملية ثانية بسبب خطأ طبي.
نستخدم أيضاً تقنيات الجراحة المجهرية، والتي ستصبح العلاج القياسي في جراحة الأعصاب في المستقبل القريب. في الوقت الحالي، إنها متوفرة بالفعل في جميع البلدان تقريباً. غرف العمليات في مستشفانا مجهزة بميكروسكوبين جراحيين من ZEISS.
المجهر الجراحي من ZEISS هو أداة متعددة الاستخدامات ولا غنى عنها في عملي لدينا اثنين من هذه الأجهزة في مستشفانا. هذا النموذج هو الأكثر تقدماً. يسعدني أن أوضح لكِ كيف يعمل.
كما قلت، يتم نقل الصور في الوقت الفعلي إلى الشاشة. يقوم الجراح بإجراء العملية بناءً على هذه الصور. يمكن لأعضاء الفريق الجراحي الآخرين أيضاً مراقبة تقدم العملية في الوقت الفعلي. الفرق بين ما يمكن للجراح رؤيته في نطاق مجال العملية بالعين المجردة وبين الصور التي تظهر على الشاشة هو فرق كبير. على سبيل المثال، عند فحص ثقب صغير لإدخال نظام تثبيت البراغي في العمود الفقري بالعين المجردة، لن يتمكن الجراح من رؤية أي شيء تقريباً، ولكن الصور الموجودة على الشاشة تجعل من الممكن رؤية هذا الثقب بتكبير متعدد. وبالتالي، فإن استخدام المجهر الجراحي أثناء التدخلات يضمن دقة عالية في المناورة الجراحية، تصل إلى ملليمتر. وغني عن القول أن استخدام المجهر الجراحي يساعدنا كثيراً في عملنا، خاصة عندما نُجري عمليات على مناطق يصعب الوصول إليها في العمود الفقري. ميزة أخرى لهذا المجهر هي القدرة على إنشاء صور يمكن تزويد المريض بها لاحقاً.
إنه ليس من الممكن دائماً إجراء تدخل بالتنظير الداخلي، ولكن إذا كانت الحالة السريرية للمريض لا تزال تسمح بمثل هذه العملية، فهي آمنة قدر الإمكان. تُعتبر التقنيات الجراحية بالتنظير الداخلي ذات قيمة كبيرة للمرضى الصغار. كما أنها أيضاً خياراً علاجياً ممتازاً للمرضى الذين يعانون من زيادة الوزن. بالطبع، هناك أيضاً حالات يكون من الضروري فيها إجراء عمليات لأمراض أو عيوب العمود الفقري المعقدة للغاية، والتي يجب خلالها استبعاد أي ضرر للهياكل التشريحية المهمة وظيفياً في العمود الفقري، عندئذٍ نظام المراقبة العصبية، والذي يمتلكه فريق الجراحين في مستشفانا تحت قيادتهم، يأتي للإنقاذ.
دكتور بيتر، هل يمكن أن تخبرنا من فضلك عن فوائد استخدام نظام O-Arm في غرفة العمليات بالنسبة للمريض؟
كما قلت، الفائدة الرئيسية من استخدام جهاز O-Arm هي الدقة القصوى لكل مناورة جراحية. مع نظام O-Arm، يمكن للجراح أن يرى بوضوح أفضل مسار لإدخال نظام تثبيت البراغي في العمود الفقري، مما يضمن الكفاءة العالية للتدخل الجراحي. فائدة أخرى لنظام O-Arm هي انخفاض مستوى الأشعة السينية لأن التصوير التشخيصي للعمود الفقري يتم إجراؤه مرة واحدة فقط، أثناء التحضير للعملية، ويستخدم الجراح نفس الصور أثناء التدخل.
نقوم أيضاً بإجراء عمليات مكثفة للغاية في مستشفانا، والتي يتم خلالها زرع 10-20 مسماراً في العمود الفقري للمريض. حتى هذا العدد الكبير من البراغي يمكن زراعته من خلال شق واحد، وبعد ذلك يتم عمل صور متابعة. هذا النهج في علاج عدم استقرار العمود الفقري يسمح للمريض بتجنب العديد من المشاكل، بما في ذلك الحاجة إلى إجراء جراحي ثان أو حتى ثالث في حالة فشل العملية الأولية، وهذا مُستبعَد في مستشفانا.
ما هي العملية التي تهمك بشكل خاص؟
شكراً لكِ على هذا السؤال المثير للاهتمام! ربما يهمني بشكل خاص جراحة العمود الفقري العنقي، أو بالأحرى جراحة تضيق الثقبة، وهو تضيق مرضي في الثقبة بين الفقرات. في معظم الحالات، المرضى الذين يعانون من أشكال شديدة من تضيق الثقبة يحتاجون إلى عملية تُسمى بضع الثقبة غير المتحد، وهي عملية عالية الدقة يتم خلالها إجراء مناورة جراحية على مقربة شديدة من الأوعية الدموية والنهايات العصبية. هذا التدخل الجراحي يهمني بشكل خاص.
يوجد شريان مزدوج في العمود الفقري العنقي يمتد من الجانبين الأيمن والأيسر، وتلفه أثناء الإجراء الجراحي سيؤدي إلى عواقب وخيمة، وحتى الموت. ومع ذلك، لا يزال هذا الشكل المعقد من التضيق قابلاً للعلاج. يمكن إجراء بضع الثقبة من خلال النهج الخلفي أو النهج الأمامي. عند اختيار النهج الأمامي، فإن العملية توفر أكثر النتائج فعالية، ولكن من وجهة نظر فنية، يُعد هذا تدخلاً أكثر تعقيداً. من المهم أن نفهم أن مثل هذه الجراحة ستنجح فقط إذا أجراها جراح متمرس يتمتع بالمهارات المهنية اللازمة وشريطة أن تكون غرفة العمليات مجهزة بمجهر جراحي متقدم. أما بالنسبة لبضع الثقبة غير المتحد من خلال النهج الخلفي، فيُشار إليها في حالات معينة. الزرع الإضافي لنظام تثبيت البراغي قد يكون مطلوباً بعد ذلك والذي بمساعدته يتم تثبيت الفقرات المجاورة للعديد من مقاطع الحركة الشوكية. لذلك من المهم للغاية أن يقوم الجراح بإدخال نظام تثبيت البراغي في المنطقة المستهدفة، باتباع المسار المختار بأكبر قدر ممكن من الدقة، وتثبيته بإحكام في العمود الفقري. عند تنفيذ مثل هذه الإجراءات الجراحية، لا يمكن للمرء الاستغناء عن نظام التصوير أثناء العملية O-Arm، لأنه عند إدخال مسمار في القرص الفقري مليمتر بمليمتر، يجب أن يكون الجراح متأكداً بنسبة 100٪ أنه يقوم بكل شيء بشكل صحيح و أن أفعاله لن تسبب أي عواقب وخيمة للمريض.
التقنيات الجراحية بالتنظير الداخلي هي أفضل خيار لجراحة العمود الفقري القطني. التدخلات من هذا النوع ليست معقدة بشكل خاص وتوفر أيضاً مستوى عالٍ من الأمان لأن الحبل الشوكي لا يشغل تجويف القناة الشوكية بالكامل، وبالتالي لا توجد أعصاب شوكية في العمود الفقري القطني.
باستخدام هذا النموذج كمثال (شاهد الفيديو)، سيكون من الأسهل عليك فهم ما أتحدث عنه. تحتوي القناة الشوكية على تجويف كبير إلى حدٍ ما توجد فيه النهايات العصبية. ينتهي الحبل الشوكي عند مستوى الفقرة القطنية الأولى، وتسود النهايات العصبية في العمود الفقري القطني نفسه، لذلك حتى لو أُصيب المريض بانزلاق غضروفي حاد في هذه المنطقة، فإنه لا يشكل خطراً خاصاً مقارنةً بنفس القرص الفقري المتدلي في الأجزاء العلوية من العمود الفقري. هذا يرجع إلى حقيقة أنه في منطقة توطين الحبل الشوكي، حتى التدلي الطفيف قد يؤدي إلى اضطرابات شديدة وتغيرات مرضية. ولكن، كما قلت، حالات العمود الفقري القطني أكثر شيوعاً من الأمراض التي تصيب العمود الفقري العنقي والصدري.
ما هو المعيار لجراحة الانزلاق الغضروفي؟
كما ذكرت سابقاً، معظم التدخلات الجراحية في جراحة العمود الفقري وحتى جراحة الأعصاب يتم إجراؤها للتغيرات التنكسية في العمود الفقري، وهي، فتق القرص الفقري (الانزلاق الغضروفي). عند إجراء جميع العمليات من هذا النوع، يتم استخدام تقنيات الجراحة المجهرية، والتي كانت بمثابة المعيار الذهبي في هذا المجال لمدة 30 عاماً على الأقل، واليوم لم يفقد هذا النهج أهميته. بالإضافة إلى ذلك، المجاهر الجراحية المستخدمة في مثل هذه العمليات أصبحت ذات تقنية عالية أكثر فأكثر، مما يساهم في التحسين المستمر لتقنيات الجراحة المجهرية، لذلك يُفضل معظم زملائي هذا المعيار المعين من العلاج لفتق القرص الفقري. ومع ذلك، منذ حوالي 15-20 عاماً، ظهرت تقنيات التنظير الداخلي في ترسانة الأطباء. أقصد تقنيات التنظير الداخلي المصممة خصيصاً لعلاج الانزلاق الغضروفي، خاصة في العمود الفقري القطني.
ما هي مميزات عمليات التنظير الداخلي؟
بادئ ذي بدء، تتمثل إحدى مميزات عمليات التنظير الداخلي في أن الجراح يقوم بعمل شق جلدي مُصغر، ولكن في نفس الوقت يمكنه الوصول إلى الهياكل التشريحية البعيدة للعمود الفقري دون الإضرار بالأنسجة الصحية المجاورة. وغني عن البيان أن إمكانية استخدام تقنيات التنظير الداخلي هي ميزة كبيرة للمرضى الصغار ومرضى السِمنة. بالإضافة إلى ذلك، أنا دائماً سعيد جداً عندما يتمكن المريض من مغادرة المستشفى في اليوم التالي بعد العملية بالتنظير الداخلي، وهناك حالات يمكن فيها حتى خروج المريض من المستشفى في يوم العملية.
معدات التنظير الداخلي تسمح بإدخال أدوات خاصة ونظام بصري من خلال شق صغير. بمساعدتها، يمكن للجراح زرع نظام تثبيت البراغي في العمود الفقري بدقة ملليمتر. يستخدم الأخصائي مثقاب عظمي خاص لعمل ثقب يتم وضع البرغي فيه بعد ذلك.
كيف يبدو نظام تثبيت البراغي؟
كانت هناك أوقات كان فيها نظام تثبيت البراغي للعمود الفقري يوضع ببساطة في حاوية خاصة، ولكن الآن تغير كل شيء وأصبح من الضروري التقيد الصارم بمعايير النظافة والسلامة، ونظام تثبيت البراغي لا يمكن إحضاره إلا إلى غرفة العمليات في عبوة خاصة مختومة. يمكن للمريض أن يثق في سلامة الجهاز المستخدم، ومخاطر الإصابة بعدوى الجرح الجراحي تكاد تكون معدومة. تم إنشاء ظروف معقمة تماماً في مستشفانا، مما يسمح لنا بالامتثال للمعايير الحديثة عند العمل مع أنظمة تثبيت البراغي للعمود الفقري.
دكتور بيتر، هل تمتلك مستشفاكم معدات تسمح لك بتقليل المضاعفات أثناء جراحة العمود الفقري؟
يجب أن أقول إن مستشفانا تتلقى دائماً المعدات اللازمة التي تلبي أعلى المعايير الدولية. بادئ ذي بدء، يشمل ذلك المجاهر الجراحية، وأجهزة التنظير الداخلي، وأنظمة التصوير أثناء العملية لزرع أنظمة تثبيت البراغي في العمود الفقري، على سبيل المثال، مثل نظام O-Arm. بالطبع هناك معدات أخرى يمكن استخدامها بطريقة مماثلة، لكن نظام O-Arm هو الأفضل من نوعه. في الحالات السريرية المعقدة، فإن نظام التصوير أثناء العملية O-Arm هو الذي يجعل من الممكن رؤية ما إذا كانت البراغي مثبتة بشكل صحيح في العمود الفقري. وبالتالي فإن استخدام نظام O-Arm يساهم في تحقيق أفضل فعالية للعلاج الجراحي، وبالطبع يلغي مخاطر الحاجة إلى جراحة المراجعة للعمود الفقري.
لماذا يشكل تأجيل العملية خطورة على المريض إذا كانت مطلوبة بالفعل؟
هناك حالات يحتاج فيها المريض بالتأكيد لعملية جراحية، وهناك حالات يوصى فيها بالعملية للمريض ولكن لا توجد حاجة ملحة لإجرائها في المستقبل القريب. في الطب، العملية الإلزامية تسمى تدخل جراحي محدد سريرياً. أما بالنسبة للعملية التي يوصى بها المريض ولكن يمكن تأجيلها فستكون النتيجة على النحو التالي: من المحتمل تماماً أنه أثناء تأجيل المريض للعملية، لن تتفاقم حالته، ولكن طوال هذا الوقت سيعاني من الألم، وقد تكون هناك لحظات تقل فيها شدة الألم، وفي مثل هذه الحالات يعتقد المريض أنه لا يحتاج لجراحة بعد. نتيجة لذلك، قد يستغرق الأمر أكثر من عام قبل أن يقرر المريض إجراء الجراحة.
هناك أيضاً حالات يكون فيها لدى المريض مؤشرات مطلقة للجراحة، على سبيل المثال، مع التطور المفاجئ للشلل عندما يكون الشخص غير قادر على تحريك ساقه أو ذراعه. إذا كان المريض المصاب بالانزلاق الغضروفي يعاني من مثل هذه الحالة بسبب اعتلال النخاع وتأثر اثنان، أو ثلاثة، أو جميع الأطراف الأربعة في وقتٍ واحد، فإنه بحاجه إلى جراحة عاجلة.
دكتور بيتر، هل يمكن أن يتطور فتق القرص الفقري (الانزلاق الغضروفي)، ولماذا يشكل خطورة على المريض؟
كل انزلاق غضروفي له خصائصه الخاصة. من المهم أن نفهم أن حالة المريض لا تعتمد على حجم الفتق ولكن على توطينه ودرجة بروز الجزء الداخلي من القرص، لأن الفتق الصغير يمكن أن يكون متوطناً في هيكل تشريحي صغير جداً وضيق من العمود الفقري، ومثل هذه الحالات تكون معقدة. على سبيل المثال، تضيق الثقبة العنقية الناجم عن حتى انزلاق غضروفي صغير جداً يتطور بسرعة كبيرة ويمكن أن يُثير تطور شلل في الأطراف العلوية، في حين أن الانزلاق الغضروفي القطني الكبير نوعاً ما يمكن أن يكون بدون أعراض تقريباً لسنوات عديدة، وسيكون المظهر الوحيد هو آلام الظهر.
يُستخدم هذا الجهاز (شاهد الفيديو) عادةً للعمليات الروتينية، والتي هي ليست معقدة للغاية، ولكنه لا يوفر نفس الدقة العالية التي يوفرها نظام O-Arm. ومع ذلك، يُعد الجهاز خياراً مثالياً للتدخلات الجراحية البسيطة، مثل عمليات اضطرابات العمود الفقري العنقي، وعمليات فتق القرص الفقري الصغير، وما إلى ذلك.
دكتور بيتر، ما النصيحة التي تقدمها للمرضى الذين يجدون صعوبة في اتخاذ قرار الخضوع للجراحة؟
أولاً، أود أن أقول إن التشاور مع الطبيب هو الخطوة الأساسية في اتخاذ مثل هذا القرار الجاد مثل إجراء عملية جراحية. يحتاج المريض إلى استخدام جميع خيارات العلاج المتاحة، بدءاً من العلاج الطبيعي والتدليك إلى أنشطة إعادة التأهيل. من المهم أيضأً أخذ دورة من العلاج الدوائي باستخدام مسكنات الألم، وإذا أمكن، استخدام طرق متقدمة أخرى من العلاج المحافظ التي يقدمها الطب اليوم. بالطبع، يجب أن يفهم المرضى أن بعض الأمراض تتطلب علاجاً طويل الأمد، لذلك ببساطة من المستحيل تحقيق نتيجة فعالة في غضون أيام قليلة فقط.
ثانياً، أود أن أُشير إلى أنه من الطبيعي تماماً أن يكون لدى المريض قلق ومخاوف معينة، وفي مثل هذه الحالات، من المهم جداً توضيح جميع الأمور المزعجة. لذلك، قد لا يتم إجراء استشارة واحدة، بل عدة استشارات حتى يتلقى المريض إجابات شاملة على جميع أسئلته. غالباً ما يكون المريض بعد الاستشارة الأولية غير راضٍ عن النتيجة، لذلك يمكنه طلب المساعدة الطبية من طبيب آخر، والذي قد يكون قادراً على النظر إلى الحالة السريرية من زاوية مختلفة. عملية الحصول على رأي ثان منتشرة اليوم. إنها متاحة الآن للجميع، لذا يجب على المرضى استخدام كل الإمكانيات.
أخيراً، أود أن أقول إنه في الوقت الحالي، وصلت الجراحة إلى نقطة من التطور حيث يتم إجراء معظم العمليات باستخدام تقنيات طفيفة التوغل. هذا يساهم في تحقيق أفضل نتائج العلاج، بحيث يتعافى المرضى بسرعة كبيرة بعد الجراحة ويحافظون على جودة حياة عالية: يمكن للمريض الشاب العودة إلى نشاطه المهني، ويمكن للمريض المسن البدء في الجري مرة أخرى واستعادة متعة الحياة. كل هذا ممكن تماماً هذه الأيام.
دكتور بيتر، شكراً جزيلاً لكم على هذه المقابلة الغنية بالمعلومات!
اقرأ:
الجراحة طفيفة التوغل: علاج الانزلاق الغضروفي في ألمانيا
مميزات وفوائد علاج العمود الفقري في ألمانيا
الانزلاق الغضروفي (الفتق بين الفقرات)
التنظير الداخلي، فكرة رائعة لجراحة الدماغ
الطرق المبتكرة لعلاج القرص المنفتق